قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن إيران قد تتخلى عن اتفاقها النووي مع القوى الكبرى بعد الانسحاب الأميركي منه، إذا لم يخدم هذا الاتفاق مصالحها، ملقياً بشكوك على المفاوضات مع دول أوروبية لإنقاذ الاتفاق. ونقل الموقع الرسمي لخامنئي، الأربعاء، قوله إن "الاتفاق النووي وسيلة وليس غاية، وإذا خلصنا إلى نتيجة أنه لا يخدم مصالحنا الوطنية فبإمكاننا التخلي عنه". وكان خامنئي يتحدث بمناسبة أسبوع الحكومة في إيران في لقاء جمعه الأربعاء مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وأعضاء الحكومة، وخلال هذا اللقاء دعا الحكومة الإيرانية إلى قطع الأمل في أوروبا فيما يتعلق بالاتفاق النووي والاقتصاد، كما أكّد على قرار إيران لوضع الاتفاق النووي جانباً إذا ما توصلت لنتيجة مفادها أن حفظ المصالح الوطنية عبر هذا الاتفاق غير ممكن. لا أمل في أوروبا وأضاف أن على طهران أن "تفقد الأمل" في أن تنقذ أوروبا الاتفاق وفي الوقت نفسه أكد على أنه ليس هناك مشكلة في الارتباط ومواصلة المفاوضات مع أوروبا، ولكن يجب خلال متابعة هذا الأمر قطع الأمل منهم في بعض القضايا كقضيتي الاتفاق النووي والاقتصاد. وواصل خامنئي نقده للدول الأوروبية في مواقفها تجاه بعض القضايا مثل الاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية، قائلا "يجب أن ننظر إلى وعودهم نظرة يسودها الشكُّ والريبة، وأن ننتبه جيداً إلى مسار حركة هذه القضايا". وأردف خامنئي "يجب أن يدرك الأوروبيون من تصريحات وأفعال المسؤولين الإيرانيين أن تصرفاتهم سوف تؤدي إلى إجراءات وردود أفعال متناسبة ستتخذها الجمهورية الإسلامية في إيران". "لا تفاوض مع الأميركيين" وشدد خامنئي خلال اجتماع مع الرئيس، حسن روحاني، ومجلس الوزراء على أن طهران لن تتفاوض مع المسؤولين الأميركيين الذين وصفهم بـ"الوقحين" على أي مستوى للتوصل لاتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي. كما رفض قبول إيران بأي نوعٍ من المفاوضات مع الأميركيين قائلا: "هذا ما آل إليه التفاوض مع المسؤولين الأميركيين السابقين الذين كانوا يراعون بعض الأمور الظاهرية، ولكن ما المجال لدينا اليوم للتفاوض مع المسؤولين الوقحين والمعتدين الحاليين الذين أشهروا سيوفهم بوجه الإيرانيين؟.. لذلك لن يكون هناك أي نوعٍ من التفاوض مع الأميركيين". وزعم خامنئي أن جميع الإدارات الأميركية كانت تسعى للتفاوض مع إيران، مضيفاً "أنهم ينوون المناورة ليقولوا إننا جئنا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى طاولة المفاوضات أيضاً، إذن فكما صرّحت سابقاً مع الشرح والأدلة، لن يكون هناك أي تفاوض معهم". وأعادت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، كانت قد رفعت إثر توقيع الاتفاق التاريخي حول ملف طهران النووي عام 2015 مع الدول الست الكبرى، قبل أن ينسحب منه الرئيس دونالد ترمب في أيار/مايو. ودخلت العقوبات الأميركية على طهران حيّز التنفيذ، في 7 آب/أغسطس الحالي. وتستهدف الدفعة الأولى المعاملات المالية وواردات المواد الأولية، إضافة إلى قطاعي السيارات والطيران التجاري. كما ستفرض الولايات المتحدة، حزمة ثانية من العقوبات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل تطال قطاعي النفط والغاز، إضافة إلى البنك المركزي الإيراني. خامنئي يدعم حكومة روحاني وخلافاً لما تعرض له حسن روحاني في البرلمان من مساءلة وسحب الثقة من اثنين من الوزراء في وقت سابق، أعرب خامنئي عن دعمه للحكومة، إلا أنه دعاها إلى الاهتمام بـ"الاقتصاد المقاوم" على حد تعبيره، مضيفاً أن "الاقتصاد المقاوم خندق دفاعي أمام العدوّ". وشدد خامنئي على ضرورة "الإنتاج المحلّي" وإزالة العراقيل على هذا الصعيد والتنسيق بين رؤساء السلطات الثلاث"، داعياً الحكومة إلى مكافحة الفساد. وكان البرلمان الإيراني استدعى حسن روحاني يوم الثلاثاء وطلب منه الرد على 5 أسئلة ولم يقتنع النواب الإيرانيون بأجوبة الرئيس بخصوص أزمات الغلاء والبطالة وارتفاع أسعار العملة الأجنبية وانهيار العملة المحلية والركود والتهريب. وقال بعض النواب إن الهيئة الرئاسية ستدرس يوم الأحد إمكانية رفع هذه التساؤلات إلى السلطة القضائية للبت فيها، إلا أن رئيس البرلمان علي لاريجاني أعلن اليوم وقبيل لقاء روحاني بخامنئي أنه لن يتم إحالة الأسئلة التي وجهت إلى روحاني إلى السلطة القضائية، لأن ذلك يخالف النظام الداخلي للبرلمان.
مشاركة :