شؤون وشجون من مؤلفات السجون (2)

  • 8/30/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

شؤون وشجون من مؤلفات السجون (2) أحمد عبدالرحمن العرفج شؤون وشجون من مؤلفات السجون (2) Arfaj555@yahoo.com أَكتُب هَذه الأَيَّام مَجموعة مَقَالَات؛ تُؤكِّد أَنَّ السِّجن قَد يَكون فَضَاءً للتَّأليف والتَّصنيف، وسَاحةً للإبدَاع والابتكَار، وحَتَّى لَا يَكون الكَلَام تَنظيراً؛ وبَعيداً عَن الوَاقِع، وخَالياً مِن الوَقَائِع، إليكُم بَعض المُؤلَّفات والإبداعَات، التي وُلِدَت مِن رَحِم السِّجن..! يُروَى -مَثلاً-: أَنَّ الزَّعيم النَّازي «أدولف هتلر»؛ أَلَّف كِتَابه الشَّهير «كِفَاحِي»، خِلال مكُوثه فِي سِجن لاندسبرج، إثْر مُحَاولة الانقلَاب الفَاشِلَة؛ التي قَام بِهَا الحِزب النَّازي عَام 1923، ضِد حكُومة فايمار، حَيثُ صَدَرَت النُّسخَة الأُولَى مِن الكِتَاب، بَعد خرُوج «هتلر» مِن السِّجن عَام 1925..! كَمَا يُروَى أَنَّ فَيلسُوف السَّادية الفِرنسي الماركيز «فرانسوا دو ساد»؛ أَلَّف رِوَايته الشَّهيرَة: «مَدرسة الخلَاعَة» عَام 1785، خِلال فَترة اعتقَاله؛ فِي سِجن البَاستيل الشَّهير ببَاريس، بأَمرٍ مَلكي، بسَبب فَضَائِحه الأَخلَاقيَّة..! أَكثَر مِن ذَلك، أَلَّف الزَّعيم السيَاسي البُوسني «علي عزّت بيجوفيتش»؛ عِدّة كُتب، أَبرزهَا كِتَابه: «هرُوبي إلَى الحُريَة»، الذي كَتبه فِي السِّجن، عِندَمَا اعتَقله الشّيوعيّون عَام 1949، بسَبب نَشَاطه السِّيَاسي، ولانتمَائه إلَى جَمعيَّة الشُّبَان المُسلمين، وحَكَمُوا عَليهِ بالسِّجن مُدّة خَمس سَنوَات..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا إلَهي، لَم أَتصوَّر أَنَّ فِي السِّجن ثُقباً، يَتسلّلُ مِنه الإبدَاع، ليَصل إلَى النُّزلاء.. نَعم، لَم أَكُن أُصدِّق ذَلك، حَتَّى قَرَأتُ الشَّواهِد المَليئَة بالفَوَائِد والفَرَائِد، واطّلعتُ عَلَى المُشَاهد؛ التي كَتَبْتُ لَكُم عَن بَعضهَا فِي المَقَال السَّابق، وفِي المَقَال القَادم سأَذكُر نَماذج أُخرَى، فانتظَروهَا..!!

مشاركة :