العمليات الجراحية والكوارث المالية «2 من 2

  • 8/30/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إن البلدان منخفضة الدخل تواجه أعلى درجة لخطر التعرض لكارثة مالية، بسبب الخضوع لعمليات جراحية، وشهدت أبطأ قدر من التقدم ومع هذا، فإن المتوسطات العالمية يمكن أن تخفي تفاوتات كبيرة في توزيع المخاطر. ففي عام 2017، واجه 2 في المائة من السكان في البلدان مرتفعة الدخل خطر الإنفاق الكارثي الناجم عن الجراحة ـ وهو أقل من نصف مستوى المخاطر في 2003. بالمقارنة، فإن المخاطر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقلصت بوتيرة أكثر بطئا: من 43 في المائة عام 2008 إلى 33 في المائة عام 2017. والفارق الكبير المطلق بين خطر الكارثة المالية للفئتين عام 2017 ـ البالغ 32 في المائة ـ - تبرز الفروق الكبيرة في العبء المالي للحصول على الرعاية الجراحية في جميع أنحاء العالم. ويواجه السكان في البلدان مرتفعة الدخل الحد الأدنى من مخاطر الكارثة المالية عند الحاجة إلى الرعاية الجراحية، بينما يتعين على ثلاثة من بين كل عشرة أفراد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مواجهة هذا الخطر. والعلاقة نفسها موجودة بالنسبة للنفقات المسببة للفقر. ففي عام 2017، لم يواجه سكان بلدان مرتفعة الدخل سوى مخاطر ضئيلة من النفقات المفقرة الناجمة عن الرعاية الجراحية "0.4 في المائة" بينما واجه معاصروهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مخاطر أعلى بكثير "28 في المائة" وحتى داخل مجموعات البلدان، توجد تفاوتات. فمن بين البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تواجه بلدان منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بشكل عام أعلى مستوى من المخاطر نتيجة النفقات الكارثية والمفقرة الناجمة عن الحصول على رعاية جراحية. ومن المحتمل أن يتعرض أكثر من نصف السكان لكارثة مالية إذا خضعوا لعملية جراحية. تشجع زيادة ثراء السكان على تراجع خطر الكارثة المالية الناجمة عن الرعاية الجراحية، وهناك علاقة وثيقة ـ لكنها ليست تنبؤية تماما ـ بين الإنفاق على الرعاية الصحية في بلد ما وبين تعرض سكانه لمخاطر مالية ناجمة عن عملية جراحية. ومع هذا، وكما هو واضح من المخاطر المتزايدة باطراد في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن الاعتماد على الاتجاهات العامة للثروة المتزايدة غير كاف. وتتطلب التغطية الصحية الشاملة، التي تعد أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، أن توفر الأنظمة الصحية الحماية من التكاليف المباشرة التي يدفعها المريض من جيبه الخاص للاستفادة من المنظومة الصحية. ولأن الحالات الجراحية كثيرا ما تستعصي على التخطيط ـ فأنت لا تستطيع أن تختار متى تتعرض لحادث سيارة ـ فإنها يمكن أن تكون بمنزلة مقياس للتقدم نحو تحقيق هذا الهدف. وإذا كان ثلث سكان العالم "وأكثر من نصف سكان إفريقيا" معرضين للسقوط في براثن الفقر نتيجة تكاليف الجراحة، يصبح انتهاج سياسات محددة ضروريا لضمان الوقاية من المخاطر المالية

مشاركة :