أعلن مدير «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول أن أسواق النفط العالمية قد تشهد شحاً في المعروض نهاية العام الجاري، بسبب قوة الطلب والضبابية في شأن إمدادات في بعض الدول المنتجة للخام. وقال بيرول لوكالة «رويترز» أمس، بعد اجتماع مع وزير النفط الهندي دارمندرا برادان: «بالتأكيد هناك بعض المخاوف من أن أسواق النفط قد تشهد شحاً في المعروض نهاية العام الحالي، ويجب أن تكون الدول الكبرى المستوردة مثل الهند وغيرها مستعدة». ولفت إلى أن «أسواق النفط قد تشهد شحاً بسبب النمو القوي جداً في الطلب، وهناك مشكلة كبرى وهي أن إنتاج فنزويلا ينكمش». وأضاف أن «إنتاج فنزويلا هبط إلى النصف في العامين الماضيين، وهناك هشاشة في الإنتاج أيضاً في بعض الدول». إلى ذلك أعن «معهد البترول الأميركي» أن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي. وزادت مخزونات الخام على غير المتوقع، بينما ارتفعت مخزونات المنتجات بوتيرة دون المتوقعة. وارتفعت مخزونات الخام 38 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 24 الجاري إلى 405.7 مليون برميل، بينما توقع المحللون تراجعها 686 ألف برميل. ولفت المعهد إلى أن مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينغ ف ولاية أوكلاهوما زادت 130 ألف برميل، بينما انخفض استهلاك الخام في مصافي التكرير 343 ألف برميل يومياً، وزادت مخزونات البنزين 21 ألف برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع «رويترز» ارتفاعها 370 ألف برميل. وانخفضت واردات الولايات المتحدة من الخام 5 آلاف برميل يومياً الأسبوع الماضي إلى 8.4 مليون برميل يومياً. إلى ذلك أعلن مسؤول حكومي بارز أن الهند لن توقف وارداتها من النفط الإيراني بالكامل، وستضع اللمسات النهائية على استراتيجيتها لشراء الخام من طهران بعد اجتماع مع مسؤولين أميركيين الأسبوع المقبل. وسيعقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس مباحثات رفيعة المستوى مع وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج ووزير الدفاع نيرمالا سيثارامان في 6 أيلول (سبتمبر) المقبل في إطار ما يُعرف بحوار 2+2. وقال المسؤول، وهو على دراية مباشرة بسياسة الهند المتعلقة بشراء النفط، وطلب عدم الكشف عن هويته: «بكل تأكيد لن نتجه إلى الصفر في ما يتعلق بالمشتريات». ورداً على سؤال عما إذا كان المزيد من الوضوح في شأن مشتريات الهند من النفط الإيراني سيتحقق بعد الحوار، قال المسؤول: «نعم، هذا أعلى مستوى لاجتماع سنعقده مع الولايات المتحدة». ولم تقرر الهند، وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، حتى الآن حجم أي خفض في وارداتها من النفط الإيراني، ولا تزال تسعى إلى الحصول على إعفاء من الولايات المتحدة. وهدد ترامب بأن كل من يتعامل مع إيران لن يدخل في أنشطة مع الولايات المتحدة. ومن المنتظر إعادة فرض عقوبات أميركية على قطاع الطاقة الإيراني بعد مهلة 180 يوماً تنتهي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وحاولت دول عديدة مشاركة في اتفاق عام 2015 النووي تقليل أثر العقوبات الجديدة على إيران، وحضّت شركاتها على عدم الانسحاب. ولكن ثبتت صعوبة ذلك، إذ قطعت شركات أوروبية عديدة علاقاتها مع إيران، مؤكدة أنها لا تستطيع المخاطرة بخسارة أنشطتها في الولايات المتحدة مع اقتراب انتهاء المهلة. وطلبت الهند من شركات التكرير المحلية التأهب لخفض كبير في وارداتها من النفط الإيراني اعتباراً من تشرين الثاني، وفق ما أعلنت مصادر في حزيران (يونيو) الماضي. إلى ذلك وقع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو 7 اتفاقات مع شركات نفطية دولية بهدف زيادة إنتاج النفط الخام بمقدار مليون برميل يومياً. وقال مادورو خلال توقيع الاتفاقات: «وقعنا الاتفاقات الـ7 الأولى من أصل 14، ونتعهد زيادة الإنتاج أكثر من 600 ألف برميل». وأضاف أن «الشركة الوطنية الحكومية للنفط (بتروليوس دي فنزويلا) تهدف من خلال إبرام الاتفاقات الـ14 التي تتعلق بـ14 حقلاً نفطياً في البلاد، العودة إلى إنتاج مليون برميل باستثمارات عامة وخاصة ووطنية ودولية». ومن بين الشركات التي وقعت الاتفاقات البنمية «هيليوس بتروليوم سرفيسز» والمجموعة الصينية «شاندونغ كيروي». وهبطت أسعار النفط أمس متأثرة بأنباء عن زيادة مخزونات النفط الأميركية، لكن انكماش صادرات إيران قبل عقوبات أميركية حال دون مزيد من الهبوط في السوق. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 75.90 دولار للبرميل، بانخفاض 5 سنتات عن التسوية السابقة. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات إلى 68.49 دولار للبرميل.
مشاركة :