توصل فريق علمي سعودي – بريطاني، إلى اكتشاف أبرز المورثات المسؤولة عن الآلية الجينية لتحديد ألوان الإبل العربي. وتضمنت دراسة أعدها فريقاً من مركز أبحاث الإبل في جامعة الملك فيصل بالتعاون مع آخر من جامعة نوتنغهام البريطانية، تحليل عشرة أنواع من إبل الجزيرة العربية، تم تقسيمها إلى أربع مجموعات رئيسة بحسب ألوانها: البني الفاتح، والبني الداكن، والأسود، والأبيض. وقال مدير مركز أبحاث الإبل في جامعة الملك فيصل الدكتور فيصل المذن، إن «أهمية نتائج هذه الدراسة التي تم نشرها في مجلة علمية عالمية بريطانية مرموقة تكمن في أنها الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف آلية انتقال الصفات الوراثية في الإبل العربي، ما يساهم في معرفة المزيد عن آلية انتقال الجينات الوراثية المسؤولة عن الصفات الظاهرية والإنتاجية وكذلك المسؤولة عن الصفات المميزة لإبل الهجن التي سيكون لها دوراً كبيراً في تصنيف الإبل على المستوى الوراثي مستقبلياً، وتعتبر الجينات المسؤولة عن تحديد الألوان في الحيوانات ذات علاقة في طبيعة النمو والتكيف في ظروف بيئات مختلفة، وكذلك في الأمراض السرطانية للحيوانات». وأضاف أن النتائج التي تم التوصل لها في هذه الدراسة تعكس تاريخ التنوع الحيوي والوراثي للإبل في الجزيرة العربية، وبينت الدراسة أن مجموعة الألوان الأربعة المذكورة في الدراسة موجودة بشكل كبير في المناطق الصحراوية، مثل: المجاهيم، والوضح، والصفر، والشعل، بينما المناطق الأخرى التي توجد الإبل في الساحل والجبال، مثل الساحليات الحمر، والاوارك، والعوادي، والحضانة، التي توجد بشكل أساسي في المنطقة الغربية الجنوبية، تقتصر على اللون البني. وبين المذن أن التحاليل الوراثية في هذه الدراسة تدعم أن أصل لون الإبل قبل الاستئناس (قبل خمسة آلاف سنة) كان اللون البني الفاتح، وبعد الاستئناس ظهرت الألوان الأخرى التي تعكس اهتمام الإنسان العربي في الجزيرة العربية في اختيار بعض الألوان الأخرى التي غالباً ما تكون مرتبطة في بعض الصفات المميزة مثل الحجم والكفاءة الإنتاجية والتناسلية والمناعية. فيما بينت الدراسة أن هناك بصمات وراثية جينية محددة أسهمت في تشكل بعض ألوان الإبل، وبتحديد اللون الأسود والأبيض كما في المجاهيم ذات اللون الأسود والوضح ذات اللون الأبيض. يذكر أن مركز أبحاث الإبل في صدد عمل بحوث لدراسة التنوع الجيني لمختلف أنواع الإبل المحلية، وتقييم الأصول الجينية الخاصة بها بحسب الأسس العلمية الحديثة للمساهمة في تأصيل وحفظ أنواع الإبل المحلية، وكذلك تحديد النسب من خلال استخدام البصمة الوراثية، فيما يسعى المركز لتطوير بعض التقنيات الحديثة التي تمكن من الكشف عن العلامات الوراثية المتعلقة ببعض الصفات المتميزة بها مظهرياً وإنتاجياً، من خلال دراسة كامل الشفرة الوراثة لها والتي من شأنها تطوير تصنيف الإبل العربي اعتماداً على التركيب الوراثي.
مشاركة :