لم تمضِ أيام على إعلان الأمير بدر بن عبدالله الفرحان وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عن عدد من المبادرات الجديدة التي تتمحور بشكل أساسي حول التنمية المحلية وبناء القدرات البشرية، ضمن رؤية الهيئة للتنمية المسؤولة والشاملة للمحافظة، حتى انهالت التعليقات والمقترحات لتطوير العلا والنهوض بها ضمن رؤية المملكة 2030. ويأتي ذلك تأكيدًا على الدور الأساسي لمحافظة العلا في عملية التنمية المستدامة والمحافظة على المواقع التاريخية والتراثية والطبيعية الاستثنائية في المحافظة، كما ستسهم هذه المبادرات في دعم طموحات الهيئة وتطلعاتها في إدارة مسيرة تحول العلا إلى وجهة سياحية رائدة عالميًّا في إطار رؤية 2030، وتطوير منطقة اقتصادية مستدامة للأجيال المقبلة. وكان الأمير بدر بن فرحان، قد أوضح خلال زيارته محافظة العلا، قبل أيام أن كل فرد من أبناء وبنات المحافظة سفير للأصالة وحسن الضيافة والتراث العريق والطبيعة الجميلة للمنطقة، وأن الفوائد التي تحققها هذه السمات تعم على الجميع، لافتًا الانتباه إلى أن العلا تتجه نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا. وأوضح أن المبادرات الرئيسية تتمثل في برنامج الابتعاث الدولي؛ حيث يقدم البرنامج الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا فرصًا واعدة لشباب وفتيات العلا للالتحاق ببرامج تعليمية عالمية المستوى في نخبة من المؤسسات الأكاديمية العالمية بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، ودول أخرى حول العالم، كما غادر الطلاب الذين جرى اختيارهم للدراسة في السنة الأولى من البرنامج في شهر يناير (كانون الثاني) 2018م، لبدء دراستهم في الخارج في نهاية الشهر الحالي. كما تقدم الهيئة، في المرحلة الثانية من البرنامج، 300 فرصة إضافية لمضاعفة عدد المنح الدراسية المتاحة التي تؤهل مزيدا من الطلاب والطالبات للحصول على شهادات الدبلوم، ودرجتي البكالوريوس والماجستير في مجالات مثل السياحة، والضيافة، والتقنيات الزراعية، وعلم الآثار، والتاريخ، وتخصصات أخرى، مما يساعد في تسريع مسيرة التنمية والتطوير في العلا، فيما سيتم فتح الباب للجولة الجديدة من طلبات الالتحاق بالبرنامج خلال شهر نوفمبر 2018م الموافق ربيع الأول 1440هـ، بالإضافة إلى برنامج مجلس الأعيان الذي يعقد، باستضافة من الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اجتماعات فصلية تركز على مناقشة الفرص والتحديات المحلية، في إطار عملية التنمية التي ستشهدها محافظة العلا. كما ستتاح الفرصة لقيادات المجتمع لطرح آرائهم وتقديم المقترحات والحلول بشأن الأمور المتعلقة بتطوير البنية التحتية المحلية، إلى جانب برنامج “حماية”، حيث تعمل الهيئة على إطلاق برنامج فعال لإشراك المجتمع في حماية التراث الثقافي والطبيعي، وتوفير 2500 فرصة عمل جزئي للمواطنين من أهالي المحافظة، مما يتيح الفرصة أمام المجتمع المحلي للمشاركة بشكل مباشر في تعزيز أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والإنساني للعلا، وسيعمل المشاركون في البرنامج كسفراء يقومون بدور محوري في صون تراث العلا وبيئتها وطبيعتها للأجيال المقبلة، وسيتم فتح باب طلبات الالتحاق بالبرنامج خلال شهر سبتمبر 2018م الموافق شهر محرم 1440هـ. كما تقدم الهيئة برنامج شبكة الاتصالات الذي يعد ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والنمو، ومعالجة القضايا المتعلقة بشبكة الاتصال، كما تعمل الهيئة مع مجموعة من الشركاء لتحسين شبكة الاتصالات في المنطقة وتوسيع نطاق التغطية المتوفر حاليًّا، وبرنامج مركز التأهيل الشامل، حرصًا على تقديم الدعم لجميع أفراد المجتمع في محافظة العلا، ويتم العمل على خطة إنشاء مركز لتأهيل ودعم ذوي الهمم والمساعدة في إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من خلال الاستعانة بخبرات عالمية متخصصة لتوفير مرافق مصممة خصيصًا لاحتياجات أبناء وبنات محافظة العلا. وفي هذا السياق علق منصور الفقيري رئيس مجلس الأعمال السعودي الماليزي بقوله: إن “مدينه العلا السياحية من أجمل مدن العالم للسياحة والآثار… يجب تظافر جهود الجميع لتصبح منطقه جاذبه لسياح من جميع أقطار العالم”، مضيفًا: “نحن بأتم الاستعداد للمساهمة الفعلية مع هيئه العلاء”. وغرد Aziz بقوله: “لما تتمتع به العلا والمناطق المحيطة بها من جمال آثار التعرية في جبالها الرملية المتحجرة، وآثار مدائن النبي صالح، وخصوبة أراضيها للزراعة؛ عليه أرى أنّ على الهيئة أن تأخذ موضوع الاستثمار والجذب السياحي مساحة كبيرة من أهدافها، وتنمية منتجات الحمضيات التي تشتهر بها المنطقة”. قال نايف داخل الحربي: “شكرًا للقيادة العظيمة بإذن الله وبجهود القائمين على الهيئة سوف تكون العلا الوجهة السياحية الأولي عالميًّا”. وغرد محمد العصيمي بقوله: “كل يوم نشاهد تطورات في بلادنا فمن بعد القدية ونيوم والبحر الأحمر نشاهد هذا المشروع الضخم الذي يعد من تراثنا محافظة العلا واجتماع سمو محافظ العلا مع طلاب الابتعاث الدولي دليلًا على أن المشروع سينهض بأيدي شباب المنطقة وشباب البلد”.
مشاركة :