معركة الطماطم تختتم موسم الصيف في إسبانيا

  • 8/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عند انتصاف نهار آخر أربعاء من شهر أغسطس (آب) من كل عام، تتحوّل شوارع بلدة بونيول القريبة من مدينة فالنسيا الإسبانية إلى أنهار تجري فيها دماء الطماطم قانية، بعد معركة تدوم ساعة بالضبط بين آلاف المواطنين والسيّاح الذين يتوافدون إليها بعشرات الآلاف، للمشاركة في هذا العيد التقليدي الذي يتكرر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إنه عيد الطماطم (La Tomatada) الذي يدوم أسبوعاً كاملاً تتخلله عروض موسيقية ومسرحية وألعاب ناريّة، ويستهلك فيه المحتفلون أكثر من 100 طن من الطماطم التي تشتهر بها هذه المنطقة الزراعية في المشرق الإسباني، يتراشقون بها طوال ساعة، إلى أن يدقّ النفير معلناً انتهاء المبارزة التي تشارك فيها النساء بالقمصان البيض ويخوضها الرجال عراة الصدور. يبدأ المشاركون بالتوافد إلى ساحة البلدة الرئيسية منذ ساعات الفجر الأولى، قبل أن تُقفل الشوارع المؤدية إليها، بعد أن يكون قد تجمّع فيها أكثر من ثلاثين ألف شخص، إضافة إلى سكان البلدة الأصليين. وفي تمام الساعة الحادية عشرة تُعطى إشارة الانطلاق، عندما يتسلّق شابٌ عموداً خشبيّاً في وسط الساحة ويُنزِل من أعلاه فخذاً من اللحم القديد، فيبدأ المشاركون بمراشقة بعضهم بالطماطم التي تكون شاحنات قد نقلتها إلى أماكن معيّنة. وتدوم معركة القصف الطماطمي ساعة كاملة تتحوّل فيها الساحة إلى سجّادة حمراء تسيل عليها الطماطم، وتتقاطر من الوجوه الباسمة والعيون المبتهجة بفرحة العيد الذي يؤذن بنهاية الصيف السعيد. أما الطماطم التي تُستخدم في التراشق فهي من نوعية رديئة غير صالحة للأكل، ويشارك المواطنون والسيّاح في إزالتها وتنظيف الشوارع منها مع عمّال البلدية، بعد نهاية المعركة. ويشمل هذا العيد مسابقة عالميّة في طهي طبق «Paella» الذي تشتهر به غوطة فالنسيا موطن زراعة الأرز، والذي يُعتبر رمز المطبخ الإسباني بامتياز. كثيرة هي الروايات التي تُحكى حول مصدر هذه الاحتفالات؛ لكن يبدو أن الأوثق بينها هي التي تُعيده إلى حادثة لطيفة وقعت عندما وصل رهط من الشبّان إلى ساحة البلدة ووقعوا على مطرب يغني ويعزف على قيثارته ألحاناً تنافس صوته في النشاز والرداءة، وصادف أن كان بجانبه بائع خضراوات من بينها طماطم، فراحوا يرمونه بها إلى أن حمل قيثارته وغادر الساحة والبلدة إلى غير رجعة. وقد ذاع صيت هذا العيد في بلدان كثيرة، وتبنّته مدن عدة فيها، مثل الأرجنتين وكولومبيا والصين وكوريا. كما أن بلدات إسبانية أخرى في الأقاليم الزراعية قرّرت الاحتفال بمثل هذا العيد أواخر الصيف أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن شهرة معركة الطماطم «لا توماتادا» في بونيول قد استقطبت اهتمام الفن السابع؛ إذ صُوِّرت أفلام عدة، في هوليود وبوليود، حول هذا العيد، كما أن شركات عالمية للإعلان قد استخدمت مشاهد منه لترويج منتجاتها.

مشاركة :