أشعر كأننى تُرِكتُ فى حفرة لا أستطيع الخروج منها ولست قادرة على الخروج وإن أردت إليه سبيلًا، ربما أنا لا أحاول من البدء، أو أن المحاولات تنتهي للا شيء ككل طاقة أخرى مهدورة، فقط أصل بعد محاولات عِدة للتأكد أن الحفرة داخلي ولست أنا من بداخلها.أشعر أيضًا أنني أحمل بداخلي الكثير من الغرف، أخشى الإقتراب منها مخافة السقوط فيها، بعضها يحمل مخاوف لا تقل حِدتها مهما مر الوقت، بل ربما تزداد ضراوة وشراسة وتَعَقُد، وكأننا نعرف الخوف ونألفه، كأنه يسكن فينا، كلهيب صغير مُرتَجِف ومُهدد نحن! مهما ظننا أننا قتلناه يعود ثانية، بالأحرى نكتشف أنه لم يرحل منذ البداية كي يعود.والبعض الآخر يحمل طرق كثيرة ومتشابكة، منها ما يحثني على السفر والخروج من نفسي والإندفاع نحو الحياة والناس، ومنها ما يُذكرني لماذا مُنذُ البدء أحجمت عنهم وبنيت أسوارًا عالية حتى أمنع نفسى قبل منعي للآخرين.وبين العُزلة والإندماج، لا مناص من الشعور بهذه الحلقة المفقودة، التي فقط للروح أن تهتدي إليها، والبعض الآخر يحمل أحلامًا كثيرة تغلغلت بكياني حد الإتساق، كشجرةٍ دَبَّت جذورها فى أعماقي ببطء شديد حتى تشبثت بي، جذور يستعصى علىّ قلعها ولا يقوى عليها الزمان، بالرغم من تحطم العديد منها، وأنا ممتنة من عمق قلبي لصبري الذي سئم منه الصبر، وجعلني لا أيأس من نفسي ومما أحلُم رغم إبتعاده وربما إستحالة حدوثه، بداخلي يقين أننى سأصير يومًا ما أريد مهما تحطم لي حلم جميل.هناك غرفة أخرى تحمل الخسارات، كل فشل، كل تجربة، كل ألم، وكل حالة "فقد" أخذتني مني ورحلت،أعجز كثيرًا أمام هذه الغرفة، دائم ما تشعرني بغصة فى الحلق ورعشة تسرى بجسدي وكأن روحي تُسلب مني عُنوة، فصدوع القلب ما زالت تؤلم و مازال صداها يدوي مهما مرت الرصاصات الجديدة من ثقب قديم بالقلب، والهشاشة الساكنة بثنايا الروح - فى أحيانٍ شتى - تكون أضعف كثيرًا من مواجهة هذا الطوفان.بداخلى الكثير من الغرف، كُلا منها يحمل الكثير من الأفكار والتطلعات والأحلام والخسارات، الصغير منها والفادح، وما خلفته من مشاعر مختلفة لا تغفل عنها ذاكرتى الشعورية مهما مر الزمان، أؤمن أن بعض هذه الغرف سيُغلق بعد حين وينفتح أبوابًا اخرى بدلًا منه وبعضًا منه سيظل عالقًا بثنايا الذاكرة مهما مر الوقت والأحداث والناس، أؤمن أيضًا بإبتعاد كل من لا يستحق أن يكون قريبًا، وسيقترب كل ما يُعَوض ما مضى، ستُقفل كل الأبواب التى لا تستحق أن تُفتح، وتُحرق كل الجسور التى لا تحتمل كثافة روحي وخفتى فى آن واحد.