أقرأ في حلمي عبارات جميلة جدًا، أعرف أنني أحلم وأحزن لأنني سأنساها حين أستيقظ، اليوم غالبت نفسى وتذكرت أننى كنت أحلم بقلبي، على عكس كل الصباحات الروتينية.ربما بداخلي اليوم الكثير ليُقال، يحدث وأن تضل ألف طريق حتى تجد فى النهاية وجهتك، أن تتخبط وتتململ حتى تجمع شتات نفسك مرة أخرى، أن تسقط مرارًا وتقوم مرة واحدة، أن ينقطع صوتك، ويكون فى حلقك مكتومًا كغصة، حتى تستعيده مرة أخرى وتُحَّدث النجوم كل يوم، ستمر بأطوار مختلفة وتختبر العمق كثيرًا.ليس منا واحد، يملك خارطة الطريق، الوِجهات تختلف وإن تشابهت، وقد تظل عمرًا تبحث دون أن تجد من يملك الخارطة، لكنك قد تجد من يملك مصباحًا، جميعنا بشكل أو بآخر نور يُخلق وسط ظلام الآخرين حتى لا نذوق فراغ القلب ولا فراغ الروح.أتعلم.. أنا متعبة، متعبة دائمًا، اعتدت على الأشياء والأحداث غير مرتبة، وأحجمت عن المحاولات المضنية المتكررة لترتيبها، حاولت إصلاح الكثير، نفسي وأشياء أخرى، ربما أكون نجحت حينا، وفشلت أحيانا، لكن لا بأس، أدركت بالوقت أن الألم جزء لا يتجزأ من تجربة الوجود وأن فعل شيء أفضل من فعل اللا شيء.اعتدت النظام والفوضى، ووجدت نفسى فى الهدوء والصخب، ومررت بالنجاح وذوقت طعم الفشل، علمت منذ سن صغيرة أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، مرت أيام كثيرة طوتنى فيها الوحدة حتى كادت تبتلعني، وأيام نفضت فيها غبار العزلة عن روحى وخرجت مندفعة نحو الحياة والناس، اختبرت شعور الفرحة العارم الذى يثير الخِدْر فى جسدى وأطرافى واختبرت شعور النفس الحزينة حتى الموت، أشرق وجهى كثيرًا وقالوا عني إن "ضحكتى ترد الروح"، وانطفأ وجهي وروحي وكاد ظلامي أن ينبثق منى حتى يغطي الكون ويفنيه، مررت بكل التضادات وخرجت منها بما أنا عليه اليوم.لقد غفلوا أن يعلمونا التحكم فيما يدخل القلب من وهم، لكننى استطعت أن أملأ قلبى بكل طيب، أسست لك بيتًا صغيرا في قلبي بعدما أصلحت ما به من ثقوب، أنت مؤكد تعلم أن المركب المثقوب لا يطفو كثيًرا، يحدث وأن استمر بالطفو أن يأتى عند نقطة يكون فيها أقرب للغرق من النجاة، وأنا لم أُرِد لك يومًا أن تمتد غيومي نحوك ويطولك شيء من حزني، فأسست لك بيتًا صغيرًا فى قلبي الذى جرب كل هزيمة وخيبة ممكنة ولم يعد يخشاها، أظن أنني اليوم أستطيع المضي قدمًا بغير عائق، وأننى سأنام مطمئنة فى الليل، وربما أحلم بقلبي ثانية وأستيقظ دون حزن لأننى سأتذكر ما قرأت.
مشاركة :