سورية:بين الحرب المستعرة والمفاوضات العالقة!

  • 8/31/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يستعد جيش النظام السوري لإطلاق عملية عسكرية كبرى لاستعادة محافظة إدلب من أيدي المعارضة، فإن قوات دفاعه الجوي قد وُضعت في حالة تأهب من الدرجة الأولى، وذلك على خلفية تصاعد التهديدات الغربية بش ضربات صاروخية على سورية، قد تقوم بها كلٌّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في خطوة قد تسبق أو تواكب عملية النظام التي يعتزم القيام بها خلال أيام؛ حيث تزداد مخاوف النظام من قيام واشنطن بشن هجمات صاروخية على قواته، مع اقترابها ميدانياً من قاعدة التنف، التي تنشر فيها واشنطن قوات تابعة لها، لكن المخاوف تزداد وتتجدد بشأن مصير إدلب ومحيطها في ظل عدم وجود ملامح اتفاق (روسي - تركي) واضح لاحتواء جبهة النصرة وحل ملفها، يأتي هذا فيما طالب نحو 50 ألف فرنسي من السياسيين والمثقفين الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بعدم إقامة أي علاقات مع النظام السوري، حيث وقعوا على عريضة رُفعِت لماكرون، تحت شعار «لا للعلاقات الدبلوماسية مع الأسد»، وذلك لمواصلة العمل في مجلس الأمن لمحاكمة بشار الأسد عن الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية، ومما جاء في العريضة: «بشار الأسد ارتكب جرائم حرب ضد شعبه، ولا يمكن أن يكون الحفاظ على السلطة بأي حال من الأحوال حلاً لسورية، كما لن يكون هناك سلام من دون عدالة، لذلك يتعين على المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، بما في ذلك الهجمات الكيميائية، أن ترد. فلا حصانة لبشار الأسد وشركائه، احتراماً للضحايا، ولشرف فرنسا، يجب ألا توجد علاقات دبلوماسية مع حالة من الهمجية»، وفي أحدث تصريح له حول سورية، قال الرئيس ماكرون إن «باريس مستعدة لشن ضربات جديدة على سورية، في حال استخدام القوات الحكومية الأسلحة الكيميائية»، مضيفاً أن «عودة الوضع إلى طبيعته في سورية مع بقاء بشار الأسد في السلطة سيكون خطأ فادحا»، من جهة أخرى فإن متحدثاً باسم المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، قال إن المستشارة والرئيس الأميركي «دونالد ترمب» قد عبرا خلال اتصال هاتفي عن القلق بشأن التطورات في سورية، ولا سيما في ظل الوضع الإنساني في إدلب، وأضاف المتحدث في بيان قبل يومين، أن «روسيا مطالبة بالتصرف بطريقة معتدلة بشأن الحكومة السورية والحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد». يأتي ذلك في وقت تزداد المأساة الإنسانية التي يعيشها السوريون، فبحسب مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «جون جينيج» فإن محافظة إدلب تشهد أسوأ سيناريو منذ اندلاع الأزمة في سورية، وبحسب إفادته التي أدلى بها أمام مجلس الأمن، خلال جلسة خاصة انعقدت لبحث تنفيذ قراراته السابقة المتعلقة بالوصول الإنساني إلى المدنيين في سورية، دعا «جينيج» أعضاء المجلس إلى بذل كل ما في استطاعتهم لتجنب حدوث كارثة في إدلب والمناطق المحيطة بها، وإنهاء التوتر العسكري، خاصة أن الغارات الجوية على البلدات غربي حلب وفي جنوب إدلب، أسفرت عن مقتل وإصابة كثير من المدنيين، مشدداً على أن المناطق التي استعاد النظام السيطرة عليها في الجنوب والجنوب الغربي، لا تزال تشهد مستويات هائلة من الاحتياجات الإنسانية، مؤكداً أهمية الوصول إليها بشكل مستمر وموسع ودون عوائق، كما حذر من مغبة استمرار الحالة الإنسانية المعقدة والصعبة في مخيم الركبان للنازحين، على الحدود السورية - الأردنية، أما في الرقة، تلك التي عاد إليها أكثر من 150 ألف شخص، فإن المدنيين فيها يواجهون خطر انفجار مخلفات الحرب، إلى جانب انعدام الأمن ونقص الموارد. بعيداً عن الميدان؛ فإن المسار السياسي يبدو أنه على وشك انفراجة قريبة، حيث صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة ستشارك في محادثات تقودها الأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل؛ لمناقشة المفاوضات بشأن دستور جديد لسورية، وأضاف: «الولايات المتحدة قبلت الدعوة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا؛ للمشاركة في محادثات جنيف يوم 14 سبتمبر، وأن جيمس جيفري، الممثل الخاص الجديد المعني بسورية، وجويل ريبورن مبعوث الإدارة الأميركية الخاص بسورية، سيمثلان واشنطن في المحادثات»، ووفقا للأمم المتحدة فإن الاجتماع سيضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وألمانيا والأردن وفرنسا ومصر.

مشاركة :