وُلد وسط عائلة تمارس الفن، فوالده احترف الدهان وتصميم الديكور مثل والده، فأخذ الحس الفني وورثه من جذوره ونشأ على المهنة نفسها وامتهنها، وبجانبها كان يدرس أصول الرسم مساءً بمدرسة الفنون الجميلة في الفترة بين 1897 وحتى 1899، ليصبح بين مشاهير الفنانين حول العالم، هو الرسام الفرنسي "جورج براك".بدأ براك رحلته الفنية بتعلمه الرسم على أيدي أحد المصممين المحترفين، ثم ذهب بعد ذلك إلى أكاديمية همبرت لحضور الدروس الفنية التي تعرف من خلالها على ماري لورينسل وفرانسيس بيكابيا، وبقى هناك يُمارس موهبته ويواصل إبداعاته الفنية وتطورها حتى 1904.مر "جورج براك" خلال رحلته على عدد من الحركات الفنية التي بدأها بالحركة الانطباعية، ثم الحركة الوحشية، لينتهي بالحركة التكعيبية والتي يُعتبر من مؤسسيها، اعتمد براك في الانطباعية على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيدا عن التخيل والتزويق، ثم الحركة الوحشية والتي يعتمد فيها الفنانون على ألوان متألقة وأشكال عشوائية للحصول على استجابات عميقة من العواطف البشرية. اهتم "براك" في الفترة بين 1908م إلى 1913م بالهندسة لأثر الضوء والرسم المنظوري والأساليب التقنية التي يستخدمها الرسامون لإظهار تلك الآثار من خلال رسوماته، وهنا ظهر تشكيكه في العديد من المعايير التي تعارف عليها الفنانون، فعلى سبيل المثال قام جورج براك في رسوماته بالاعتماد على مناظر من قريته بالتقليل من المباني المعمارية واستبدلها بأشكال هندسية تكاد تكون مكعبة، وفي الوقت نفسه مثل الظلال لتبدو كأشكال مسطحة وثلاثية الأبعاد في الوقت ذاته من خلال تكسيره للصورة.تعتبر لوحته في منزل إيستاك بمثابة خير مثال لذلك، حيث جذب الانتباه إلى طبيعة التوهم البصري والتصوير الفني، ثم بدأ بعد ذلك العمل مع الفنان بابلو بيكاسو والذي كان يعمل على تطوير نفس الأسلوب التكعيبي في الرسم.تعرف الفنان "براك" بعد إصابته في الحرب العالمية الأولى على الفنان الكوبي "جوان جريس"، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أعماله الفنية تبتعد عن حدة التجريدية التكعيبية، حيث طور أسلوبًا خاصًا به يتميز بالألوان المتألقة الفاتحة والأسطح المركبة وإعادة إظهار الشخصية الإنسانية، وذلك خلال عمله لوحده بعد انتقاله إلى الساحل النورماندي إلى جانب رسمه العديد من اللوحات التي تمثل مواضيع الحياة الصامتة، محافظًا فيها على تركيزه على الأشكال.للرسام الفرنسي جورج براك مجموعة من الأعمال التي حصلت على شهرة واسعة مثل لوحة بيوت في إستاك، ولوحة الرجل والجيتار، هذا بالإضافة إلى مجموعة من أعماله الفنية الأخرى.رحل "براك" عن عالمنا تاركًا بصمته الفنية في التراث التشكيلي، بالعاصمة الفرنسية باريس، في مثل هذا اليوم 31 أغسطس 1963، وذلك عن عمر ناهز 81 عامًا.
مشاركة :