هاجم 3 شبّان مهاجراً سورياً في بلدة شرق ألمانيا، واعتدوا عليه بضرب مبرح، فيما تفقّد حاكم ولاية ساكسونيا الشرقية مدينة كيمنتس التي شهدت حادث طعن قبل أيام، فجّر احتجاجات عنيفة مناهضـــة للهجــرة. وواصل اليمين المتطرف ضغطه على المستشارة أنغيلا مركل، نتيجة سياستها المتعلقة بالهجرة، إذ نظم إمس تظاهرة أخرى في كيمنتس، ويُعدّ لتجمّع غداً. وتعرّض مساء الأربعاء شاب سوري (20 سنة) لشتائم معادية للأجانب، وجهّها إليه 3 أشخاص، ثم أبرحوه ضرباً في منطقة فيسمار على بحر البلطيق. وأشارت الشرطة التي فتحت تحقيقاً في الحادث، إلى أن اللاجئ أُصيب بكسر في أنفه وكدمات في وجهه والجزء العلوي من جسده. ويأتي هذا الاعتداء في وقت تشهد كيمنتس تظاهرات لليمين المتطرف، تخللتها «مطاردات جماعية» لأجانب في الشوارع. ووصف زيد رعد بن الحسين، المفوّض المنتهية ولايته لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، التظاهرات بأنها «صادمة»، مشدداً على ضرورة «تنديد المسؤولون السياسيين في أوروبا بهذا الأمر». وأدى عنف شهدته المدينة الاثنين الماضي، إلى جرح 20 شخصاً، أثناء صدامات بين 6 آلاف من أنصار اليمين المتطرف ومئات المتظاهرين من اليسار المتطرف، في احتجاجات أثارها وفاة ألماني طعناً، واعتقال الشرطة عراقياً وسورياً متورطَين بالجريمة. والعراقي هو المشبوه الرئيس في الجريمة، وهو طالب لجوء وصل الى المانيا عام 2015 من كردستان العراق، ودين مرات بعنف وحيازة مخدرات. وأوردت صحيفة «بيلد» أنه كان يُفترض أن يُرحّل، لكنه استأنف القرار وربح القضية عام 2016. ويهاجم حزب «البديل من اجل ألمانيا» اليميني المتطرف، مركل ويحمّلها مسؤولية ارتفاع معدل الجرائم في البلاد، بعد دخول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا، عامَي 2015 و2016، على رغم أن ارقاماً لا تؤكد ذلك. وأعلن القيادي في الحزب ألكسندر غولند تأييده لفكرة أن سكان كيمنتس «يدافعون عن أنفسهم»، إذ قال لصحيفة «دي فيلت»: «من الطبيعي أن يكون الناس سئموا الوضع الحالي، (لأن) الهجرة تدمّر الشعور بالثقة تجاه جارنا». وفي الشهور الأخيرة، استخدم الحزب ملف عراقي (20 سنة) يُشتبه في أنه قتل مراهقة، لتبرير خطابه المناهض للمهاجرين ولمركل، ونظم الحزب تظاهرات في هذا الصدد. ويبدو أن هذه الاستراتيجية أثمرت في الانتخابات، إذ ينافس «البديل من أجل ألمانيا» الحزب الاشتراكي، ليصبح ثاني أبرز قوة سياسية في البلاد، بعد حزب مركل.
مشاركة :