نددت بكين بمنطق أميركي «غير مسؤول وعبثي» في شأن كوريا الشمالية، بعدما اتهم الرئيس دونالد ترامب الصين بأنها تُعقّد «في شكل كبير» العلاقات مع بيونغيانغ. وسُئلت ناطقة باسم الخارجية الصينية عن تصريحات ترامب، فأجابت: «كثيرون من الناس يشعرون مثلي بأن الولايات المتحدة تحلّ أولى في العالم حين يتعلّق الأمر بتحريف الحقيقة، وبمنطقها غير المسؤول والعبثي والذي لا يفهمه الجميع بسهولة». وأعربت عن أملها بأن «تتمكّن الولايات المتحدة من أداء دور إيجابي وبنّاء في تسوية المسألة، كما يفعل الصينيون»، وزادت: «لتسوية المشكلة، عليها أن تنظر إلى نفسها بدل إلقاء اللوم على آخرين». وكان الرئيس الأميركي اعتبر أن «الصين تعقّد الأمور في شكل كبير على صعيد العلاقات مع كوريا الشمالية»، مشيداً بـ «علاقة رائعة» تربطه بزعيم الدولة الستالينية كيم جونغ أون، بعد قمة تاريخية جمعتهما في سنغافورة في حزيران (يونيو) الماضي. ووَرَدَ في بيان أصدره البيت الأبيض أن ترامب يعتقد أن بكين تمارس «ضغطاً هائلاً» على بيونغيانغ، مستدركاً أن الصين تزوّد حليفتها بـ «مقدار لا بأس به» من المساعدات، بما فيها وقود وأسمدة وسلع. ولفت البيان إلى أن «ذلك ليس مفيداً»، معتبراً أن «جزءاً من المشكلة مع كوريا الشمالية مرتبط بالخلافات التجارية مع الصين». وتابع: «سنرى ما سيحصل (مع كوريا الشمالية)، ولكن من واجبي أن أتحرّك حيال الصين في ملف التجارة، لأن الأمر كان ظالماً بالنسبة إلى بلادنا». ورأى ترامب أن لا سبب الآن لإنفاق أموال على تنفيذ مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية، وذلك بعد أيام على إلغائه زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيونغيانغ، مبرراً الأمر بعدم إحراز تقدّم كاف في محادثات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. ويبدو أن إلغاء الرحلة تقرر بعد التأكد من أن بومبيو لن يحصل خلالها على ما كان الجانبان يناقشانه، وهو وفق مراقبين تبادل «إعلان مقابل إعلان»، إذ يُفترض أن تعمل واشنطن لإعلان إنهاء الحرب الكورية (1950 - 1953) التي توقفت بمجرد هدنة، في مقابل تقديم بيونغيانغ إعلاناً بمنشآتها النووية، أي ما يشبه جرداً مسبقاً تمهيداً للتثبت والتفكيك. ويبدو أن النقاش كان يدور حول من يصدر إعلانه أولاً. وأفاد موقع «فوكس» بأن ترامب تعهد لكيم شفوياً، خلال الجلسة المغلقة في سنغافورة، توقيع إعلان ينهي الحرب الكورية سريعاً بعد القمة. وعلّقت ناطقة باسم الخارجية الأميركية، قائلة: «نعتقد بأن نزع الأسلحة النووية يجب أن يتم قبل التزامنا في مجالات أخرى». وسُئلت هل تعني بمجالات أخرى، إعلان نهاية الحرب الكورية، فأجابت: «نعم». على صعيد آخر، عيّن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن رئيس هيئة الأركان المشتركة جونغ كيونغ دو وزيراً للدفاع.
مشاركة :