حكومة لبنان: تحرك «قواتي» باتجاه الحريري وبري والرئيس المكلف سيعرض «صيغة» على عون

  • 8/31/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تسارعت الاتصالات واللقاءات على أعلى المستويات لتذليل العقد من أمام تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وفي وقت تابع رئيس الجمهورية ميشال عون التطورات في ضوء الاتصالات التي تتم على غير صعيد، ينتظر توجه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة لاطلاع عون على جوجلة الأفكار التي توصل إليها من خلال مشاوراته والصيغة الحكومية التي تكونت لديه. وكان الحريري الذي بدأ مشاوراته لدفع عجلة التأليف، استبق هذه الزيارة بلقاء مساء أول من أمس في بيت «الوسط» مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حضور الوزيرين ملحم الرياشي وغطاس خوري. وإثر انتهاء اللقاء الذي تخللته مأدبة عشاء أوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه تناول «الوضع السياسي العام، لا سيما ما يتعلق منه بتأليف الحكومة». ووصفت مصادر المجتمعين اللقاء بأنه «كان ممتازاً، وصريحاً وأثبت أن علاقة الرجلين عادت إلى فترتها الذهبية»، وقالت: «النقاش تمحور حول طريقة الوصول إلى حلول للعقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة، إذ استعرضا كل المواضيع والطروحات في إطار التشكيلة المرتقبة، والمخارج المتاحة لحلحلة العقبات الحقيقية المطروحة على أن تبقى قنوات التواصل والتشاور مفتوحة لاستكمال النقاش». وكان الملف الحكومي أمس محور بحث بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الإعلام ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب «القوات»، الذي أطلعه على مضمون اجتماع «بيت الوسط»، في حضور المعاون السياسي لبري الوزير على حسن خليل الذي أوفده رئيس المجلس فور انتهاء الاجتماع إلى بيت الوسط حيث أطلع الرئيس الحريري على نتائج الاجتماع وتداول معه الأوضاع السياسية العامة والجهود والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة. وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح. إلا أن الوزير الرياشي​ لفت بعد لقائه بري​ إلى «أننا بحثنا مسار تشكيل ​الحكومة​ وما نتج من ​الانتخابات النيابية​ من أحجام وبعدها انضم إلينا الوزير خليل​​«. وأكد أن «القوات اللبنانية» لا تقدم تنازلاً بمعنى التنازل بل قدمت تسهيلات لأقصى الحدود لمساعدة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ على تشكيل حكومة لنهضة البلد»، مشيراً إلى أن «العقدة ليست عندنا وقدّمنا أكثر ما يُمكن أن نقدّمه ولسنا من يشكّل الحكومة لنتحدّث عن قرب ولادتها من عدمه». وعن أن الرئيس الحريري سيطرح صيغة جديدة عندما يزور بعبدا وقد طرح على «القوات «أن يكون لها أربع حقائب من دون حقيبة سيادية، أجاب: نقول «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان». أما في شأن زيارة الحريري المرتقبة لعون، لا يؤكد زوار رئيس الجمهورية هذه الزيارة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، كما أنهم لا ينفون أيضاً إمكان حصولها. وينقلون عن الرئيس عون في هذا السياق أن في «الحركة بركة» وهناك على خط تشكيل الحكومة حراك لافت. فإضافة الى اللقاءات التي يشهدها «بيت الوسط» والاتصالات التي يجريها الرئيس الحريري هناك حراك مماثل محوره رئيس المجلس النيابي الذي يسعى كما وعد إلى مساعدة الرئيس المكلف في تذليل بعض العقبات التي تحول حتى الآن دون ولادة الحكومة. وأشار الزوار لـ «المركزية» إلى أن رئيس الجمهورية يرى من خلال هذا الحراك أن «ثمة صيغاً وطروحات حكومية يتم عرضها وتداولها، ما يعني أن في أفق التشكيل خطوات أمكن تحقيقها». ويلفت الزوار إلى أن تقدماً أحرز للمرة الأولى على هذا المستوى، وهو يعزز إمكان حمل الرئيس المكلف خلال زيارته القصر الجمهوري صيغة ما لمناقشتها مع الرئيس عون». ومن المستجدات، برز مساء أول من أمس تصريح البطريرك الماروني بشارة الراعي من قصر بعبدا، إذ نقل عن عون تفاؤله بمآل المشاورات الحكومية الجارية، وقال:» ما فهمته من الرئيس عون أن الرئيس المكلّف سيقدّم اليه خلال اليومين المقبلين تشكيلة حكومية». «التنازلات وصلت إلى القعر» وشدد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا على أنّ «التنازلات الّتي قدّمها «​حزب القوات اللبنانية​« وصلت إلى القعر، ولا يمكننا أن نتنازل أكثر. لا اتفاق ​معراب​ طُبّق ولا الأرقام احتُرِمت»، مركّزاً على «أنّنا وصلنا إلى الخط الأحمر، ولا يمكننا التنازل أكثر وإلّا نكون تنازلنا عن الثقة الّتي أعطانا إياها الناس»، متسائلًا: «كم سنتنازل بعد لإرضاء الفريق الآخر؟». ولفت إلى أنّ «خلال لقاء رئيس «القوات» والرئيس المكلف، كانت هناك جولة أفق في موضوع الحكومة، وأعتقد أنّه جرت إعادة تقييم للحالة الّتي وصلنا إليها، والحقائب تُبحث في الحوارات والتشاورات». وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب فيصل الصايغ:» الاجواء لدينا «نص نص»، ولكنني حذر، لأننا في أكثر الأحيان نشعر بأن الأمور تحلحلت ثم تعود فتتعقد. هناك محاولات ولقاءات، قد تعطي ثمارها خلال 48 ساعة، واذا لم نتوصل إلى نتيجة، فهذا يعني أنها ستطول». وزاد: «ننتظر الآن حلحلة العقدة المسيحية والعقد الأخرى، فإذا حلت نتحدث بعدها. ولكن هناك حركة جديدة ولكنها لم تصل الى خواتيمها بعد. الوزير وليد جنبلاط يسمي الوزراء الثلاثة، وقد يكون الثالث غير حزبي». وأضاف: «اللقاء مع الرئيس الحريري متواصل، إن هاتفياً أو مباشرة، وقد يتم اللقاء بينه وبين جنبلاط في أي لحظة، حالياً ننتظر اللقاء الثاني الذي سيتم بين الرئيسين عون والحريري لنر ما سيحصل خلاله». ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم، إلى أن الرئيس الحريري «يحاول تدوير الزوايا للوصول إلى تشكيل الحكومة، وأن هناك أطرافاً يعرقلون التأليف ويؤخرونه»، وقال: «أنا أحسد الرئيس الحريري على نفسه الطويل، فلا أحد يمكنه تحمل ما يتحمله، ولا بد من وجود خرق ما بمساعدة الرئيس ميشال عون، وهذا الخرق يجب أن يكون جدياً لنصل إلى الهدف المنشود». ورأى النائب شامل روكز، أن «من الضروري تشكيل حكومة تحد وطني في أسرع وقت ممكن كي لا نفوت فرصاً كثيرة مثل مؤتمر سيدر الذي يطالبنا بإصلاحات كثيرة». وعن العلاقات اللبنانية السورية، قال: «يجب أن تراعي الوفاق الوطني بما يضمن مصالح اللبنانيين»، معتبراً أن «مستوى التعاطي مع الحكومة السورية تقرره الحكومة اللبنانية».

مشاركة :