استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، الكتل النيابية، في أول يوم من الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة. ومن اليوم الأول، نال رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الأصوات اللازمة لتسميته رئيساً للحكومة الجديدة، لكن الجميع يترقبون موقف الثنائي الشيعي اليوم ليتضح مسار التأليف، ويتبين ما إذا كان الحريري سيواجه مطبات وعراقيل تؤخر حكومته ستة أشهر، كما توقع زعيم حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري، أم سيكون التأليف ميسراً لتشكَّل الحكومة في موعد شهر على الأكثر؟ كما أفادت توقعات مدعمة بمعلومات. وبلغ عدد الذين سموا الحريري بنهاية يوم أمس ٨٦ نائباً من اصل ٩٠ ما يجعله رئيساً مكلفاً للحكومة بعد نيله أكثر من نصف أصوات النواب (64 صوتاً). وتسود حال من الترقب لمعرفة ما إذا كان حزب الله سيشارك منفرداً في الحكومة دون أن يسمي الحريري، أم يتمكن من إقناع بري بالمشاركة، بغض النظر عن تسمية الثنائي الشيعي للحريري أم لا. ويتطلع الجميع إلى تطور العلاقة أو برودتها بين عون وبري، وفي ضوء تطور هذه العلاقة سلباً أم إيجاباً، تتحدد الصورة التذكارية لحكومة العهد الأولى، علماً أن من السابق لأوانه التكهن بما يمكن أن تكون عليه هذه الصورة. وقالت مصادر متابعة، إن "الرئيس الحريري، الذي لا يريد تكرار تجارب الماضي غير الناجعة في حكومته، مستعد لتقديم تنازلات فيما خصّ الحصص للرئيس بري بغية إشراكه وقوى الثامن من آذار (مارس) في حكومة وحدة وطنية معه". وأشارت إلى أن "الحريري لا يريد أن يحكم منفرداً لأن العهد بدأ بتكاتف الجميع، ولا الرئيس عون يريد ذلك لأن لديه مشروعاً للبلاد يريد السير فيه بهدوء، وهذا يحتم إرضاء الرئيس بري ومن خلفه حزب الله لسحبهما نحو السراي". وكان الرئيس عون استقبل أمس، عدداً من الكتل النيابية، التي سمى أكثريتها الحريري لرئاسة الحكومة. واستهل عون لقاءاته مع رئيس الحكومة تمام سلام، الذي أكد أنه سمى الحريري لرئاسة الحكومة. كما أعلن رئيس كتلة "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنه سمى الحريري. أما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فقال بعد الزيارة: "من الثابت الوطني عندي دائماً هو دعم مقام رئاسة مجلس الوزراء، وسبق لي أن قلت قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، أن انطلاقة أي عهد جديد لا يمكن أن تكون إلا بحكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري. ومن هذا المنطلق سميت الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة". ثم التقى عون نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي أعلن أنه سمى الحريري لرئاسة الحكومة. ووصف السنيورة اللقاء مع عون بالممتاز. يشار إلى أن النائب أحمد فتفت لم يحضر اللقاء، وسيلتقي به اليوم كـ"نائب مستقل". ولاحقاً ألقى النائب خالد الضاهر كلمة بعد لقائه عون منفرداً، ذكر فيها أنه تأخر على موعد اللقاء بسبب ازدحام السير من عكار وصولاً إلى بعبدا، لافتاً الى أن سائقه الجديد لا يعرف الطرق جيداً. وأكد أنه يسمّي مع كتلة "المستقبل" الحريري. ثم التقى عون تكتل "التغيير والإصلاح"، الذي أعلن على لسان عضو التكتل النائب إبراهيم كنعان أن "الكتلة سمت الحريري لرئاسة الحكومة". وسمى كل من النائبين ميشال المر ونايلة تويني الحريري لرئاسة الحكومة. كما سمت كتلة "القوات اللبنانية" الحريري لرئاسة الحكومة. وبعد ظهر أمس، التقى عون وزير الاتصالات بطرس حرب ووزير السياحة ميشال فرعون اللذين سميا الحريري لرئاسة الحكومة. وكانت كتلة "الوفاء للمقاومة" ألغت موعدها المقرر للاستشارات أمس، وطلبت نقله إلى اليوم من أجل المزيد من التشاور. «المطارنة الموارنة» إلى ذلك، هنأ المطارنة الموارنة في بيان أصدروه اثر اجتماعهم الشهري أمس، عون واللبنانيين بانتخابه، متمنين له "النجاح في مهمته الوطنية"، وثمنوا "الجهود التي بذلت من قبل جميع الافرقاء لوضع حد للفراغ".
مشاركة :