«من غير ميكروفون».. ليلة طرب أصيلة

  • 8/31/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد ناصر | أقام مركز جابر الأحمد الثقافي حفلا طربيا من نوع خاص، هو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الخليج العربي، أحيته فرقة المركز بمصاحبة الفنان المصري طارق بشير، الحفل عبارة عن مجموعة من الغناء الطربي العربي الأصيل، لكن الجديد فيه اعتماده على الغناء الحي من غير استخدام تقنيات حديثة، ولا ميكروفونات لإيصال صوت الآلات والمطرب والكورال إلى الجمهور، كما قال د. محمد باقر مشرف الفرقة «هذه الطريقة تقدم للجمهور الإحساس الصحيح السليم للصوت». قدمت الفرقة عشر وصلات غنائية وموسيقية، الجديد في الموضوع هو عدم استخدام الفرقة للميكروفات ومكبرات الصوت.. أما بقية الأمور فكانت تقليدية كلاسيكية لا جديد فيها، مجموعة من الأغاني الطربية التي سمعناها كثيرا، خاصة في الفترة الأخيرة.. حيث اعتمد مركز جابر على تقديم هذا النوع من الموسيقى الطربية التي لا يزال الجمهور ينتظرها ويستمع إليها. بطء قدمت الفرقة أداء جميلا، وقاد د. باقر العمل باقتدار، وقدم الكورال أداء أكثر من رائع من الفتيات والشباب المشاركين في العمل، ولكن المطرب طارق بشير كان الحلقة الأضعف فيه.. مع أنه الصوت الوحيد الذي أحيا الحفل، لكنه كان ضعيفا وبطيئا في أدائه، في بعض الأحيان أشعرني بالملل وهو يغني وكأنه يحدث نفسه، هذا البطء ربما له أسبابه.. لكنه لم يكن جيدا في الحفل، والغريب في الأمر أن بشير كان يغني وهو يضع إحدى يديه في جيبه في غالب الأحيان، وهي علامة تدل على عدم التفاعل مع الحضور، توقعت من باقر قائد الفرقة أن ينبهه الى هذا الموضوع، لأنها لم تكن حركة جميلة في حفل من هذا النوع، وضع اليد في الجيب دليل التراخي وليس التفاعل والانسجام، ولا يناسب احترام الجمهور الذي حضر الأمسية! تناغم كان الموسيقيون والكورال نجوم الحفل.. تناغم غير طبيعي في العزف والأداء، وإيمان تام بما يقدمونه على المسرح، هذا هو النجاح الذي استحق التصفيق الحاد من الحضور بعد كل وصلة غنائية، كان صوت الكورال متناسقا إلى أبعد حد، واختيارهم كان موفقا لأنه لم يشذ صوت منهم عن الآخر، ولم تخرج واحدة عن تون الصوت ورتمه، كانوا يغنون بصوت واحد وأداء واحد، وكذلك الحال بالنسبة للكمنجات وبقية الآلات، وأركز هنا على التناغم لأن الحفل كان بلا مكبرات صوت ولا فلاتر، كل صوت كنا نسمعه على حقيقته من غير أي رتوش. شغلنا لا أعرف لماذا تصر الحفلات العربية على وجود المايسترو، مع أن الحفلات القديمة كانت تعتمد على ضبط الإيقاع وهو الذي يقود الفرقة، المايسترو تأليف إيطالي دخل على الموسيقى العربية، وهو أمر جيد نوعا ما لقيادة الفرقة التي تتكون من عدد كبير من العازفين، ولكن كنت أتمنى في حفل بلا ميكروفون، يمكن أن نسميه «حفلا تقليديا»، أن تكون التقليدية في كل شيء حتى في قيادة الفرقة، لأن المايسترو د. محمد باقر أشغلنا بحركة يده الكثيرة وإشاراته التي لم نكن نفهم منها شيئا، حضرنا الحفل لنستمع إلى الغناء والموسيقى الشرقية الطربية الأصيلة، ولكنني طوال الوقت كنت أتخيل نفسي في أوبرا كوستانزي وسط روما، الموسيقى العربية لها نمط آخر جميل.. كنت أتمنى لو شعرت بأنني في دار الموسيقى وسط غرناطة، حيث الموسيقى الأندلسية العربية الأصيلة، أو في أوبرا القاهرة في حفلات أم كلثوم أو محمد عبدالوهاب، هناك لم أشاهد مايسترو إلا في وقت متأخر، القيادة شيء ضروري.. ولكن عندما أعود إلى الأصالة والعراقة في العمل.. يكون أجمل لو عدنا بالكامل. إبداع الفكرة جميلة أن نستمع إلى حفل موسيقي من غير ميكروفون، ولكن حبذا لو كان بأسلوب مختلف في الغناء، الإبداع يحتاج إلى شيء من التغيير أو التجديد حتى في الكلاسيكيات، استمعنا إلى أغان قديمة وتراثية لكبار نجوم الأغنية العربية ولمجهولين أيضا، فهلّا جددوا في الدمج بين الأغاني والإبداع في الأداء وإعطاء الفرصة للعازفين أن يقدموا إبداعهم ومهارتهم في العزف، كالناي مثلا أو الكمنجة أو العود.. بدل تقديم الأغنية والموسيقى كما هي من غير تحديث، هذا التجديد (وليس التغيير) هو الذي يجعل الحضور يسلطنون مع الحفل، كل ما يمكن أن نقوله هنا هو أن الفرقة نجحت في عبور الاختبار.

مشاركة :