ينطبق على القناة الرياضية في تلفزيون دولة الكويت المثل القائل: «فاقد الشيء لا يعطيه».فهذه «القناة الثالثة» تعيش تراجعاً مستمراً من سنة الى اخرى، الى حدود انحدار مستواها واداء برامجها الى «الصفر».اصبحت القناة التي يتوجب عليها ان تكون «اسما على مسمى» مجرد شاشة تبث برامج «مقلدة» واستدوهات أشبة بديوانيات يتم فيها تبادل «النكات» و»الغشمرة» بعيدا عن المواضيع الهادفة والجدية، دون أن ننسى الكم الهائل من المحللين، وغالبيتهم العظمى من لاعبين ومدربين واداريين «نسينا اسمائهم» .تفتقد القناة الى فريق يديرها يضم متخصصين جامعيين تزخر فيهم الكويت، بعد رحيل «المبدع» بدر حسن، حيث انحدر اداء البرامج بعد ان كان مقتصرا على محللين محددين ونخبة معروفة يثق فيها المشاهد.اليوم، انفتح «الحبل على الغارب» وبلغ عدد المحللين رقماً فلكياً «اقتداء بما قيل انه تقليد لقنوات خليجية كبرى». غاب عن «الثالثة» بأن تلك القنوات تنتقي نخبة من المحللين، وبعدد كبير، لكن هؤلاء، في المقابل، يقدمون مادة دسمة وتحليلا فنيا راقيا يستطيع من خلاله المشاهد فهم ما يجري، في الساحة الرياضية عموماً والملعب على وجه التحديد.الواقع يختلف تماماً في القناة الرياضية لدينا، لا بل أنها تعيش العكس: مجرد عدد كبير وضيوف بإمكانيات متواضعة، حتى ان الكثير منهم لا يفقه بما يطرح ويجهل الأسماء.اصبحت المسألة مجرد «تنفيعات» و»استرزاق» عن طريق المدير او المراقب او المخرج أو المعد، فيما كثرت الشكاوى و»الواسطات» بعد ان ذاق البعض «حلاوة الفلوس».والمبكي المضحك تلك التصنيفات العشوائية المخصصة للضيوف، حيت يقال ان المستوى الاول يقارب 400 دينار مقابل 300 للثاني و200 للثالث و100 للرابع في الحلقة الواحدة، بعد ان كان لا يزيد في 2012 عن 100 او 150 دينارا، بالاضافة الى زيادة كبيرة في عدد العاملين في البرامج.تشكل «الحالة» اليوم، هدرا للمال العام، ويترافق ذلك مع سوء اختيار لضيوف بعيدين عن التخصص المطلوب. حتى أن بعض الضيوف لا يتحدثون أكثر من 3 أو 4 دقائق مقابل 200 او 300 دينار للحلقة الواحدة. وتلعب العلاقات الشخصية أيضاً دوراً في فرض عدد من الاسماء (مذيع او محلل او معد) في شبهة «تنفيع» على البرامج، بينما يتم استبعاد الكفاءات او يجري غض النظر عن دعوتها كضيوف في البرامج.اما الاستديوهات التحليلية الخاصة بالمباريات، فتشهد امورا في غاية الغرابة و»الفكاهة»، اذ يتم احيانا الاستعانة بمحللين من مدربين واداريين عاملين مع فرق تنافس في المسابقات. وهنا نسأل: اين الحكمة في هذه الخطوة وأين الالتزام بالحيادية؟ وكيف للمشاهد ان يثق في الآراء والتحليلات؟.من غير المقبول تواجد متنفّعين في البرامج، ولا شك في ان كشف الاسماء الذي يجري تحويله الى الشؤون المالية خير دليل على حجم هدر المال العام في القناة الثالثة.يحتاج المشهد الإعلامي الرياضي الى «تدخل جراحي» من وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري بغية استئصال الجذور الفاسدة التي تشبثت في القناة وتمتصها كبقرة حلوب.
مشاركة :