الموسيقى.. لغة لا تحتاج الترجمة

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد عزيز الشوان في كتاب «الموسيقى تعبير نغمي ومنطق» أن الموسيقى باعتبارها لغة تأتي في مركز الصدارة بين الفنون الأخرى لأنها أسمى من اللغات التي يتخاطب بها الناس، لغة سريعة النفاذ إلى الوجدان والعواطف لها قوة تعبيرية تصل إلى أعماق النفس وتأثير سحري لا يتوافر في أي فن آخر، فالموسيقى قادرة على أن تبعث فينا المشاعر المتنوعة، وأن تحرك أعضاء جسم الإنسان لا شعوريا، والموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يدركها الناس جميعاً دون الحاجة إلى ترجمة، إنها لا تعبر عن معان محددة لكنها توحي بها.وللموسيقى أبعاد - كما يوضح الشوان - فالبعد الأول في الموسيقى هو بعد الزمن فهي تشغل حيزا منه فلا تتوقف حركتها أو تنوعها أو اختلاف نبضات إيقاعها إلا بانتهائها، وهي تطول أو تقصر وفق تسلسل تعبير المؤلف عن موضوعه، وهو تعبير ذاتي يحمل ملامح شخصيته ودلائل هويته والبيئة التي نشأ فيها، وتكشف عن درجة تقدم تلك البيئة ورقيها الحضاري.أما البعد الثاني فهو البعد الذي يفصل بين درجات الأصوات التي يتكون منها الخط اللحني صعودا وهبوطا على المدرج الموسيقي، والبعد الثالث هو الذي تحدده التركيبات الصوتية لأنها الجذور التي يرتكز عليها الخط اللحني وهي بمثابة العمق، في الفن التشكيلي، وتلعب هذه التركيبات الصوتية التي تصاحب الخط اللحني دوراً أساسياً في إعطاء التعبير الموسيقي عمقاً وقوة تجعل ما توحي به الموسيقى أكثر وضوحا وأسهل إدراكا.

مشاركة :