وصفة سحرية لتقوية الذاكرة وتحسين قدرات التعلم

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أثبتت دراسات حديثة، دور النوم في تعزيز تعلم اللغة بشكل عام، ودوره في جعل الدماغ أكثر مرونة في استعادة المعلومات أو أكثر قدرة على الوصول إليها بطرق مختلفة. فالنوم في الليل مهم للغاية لذاكرة الإنسان، بحسب جاك تامينن، المحاضر في علم النفس بكلية رويال هولواي بجامعة لندن، الذي يقول إن أسوأ شيء يقوم به الطلاب ليلة الامتحان، هو السهر في محاولة لحشو الذاكرة بأكبر قدر ممكن من المعلومات. ويقول تامينن الخبير في دراسة تأثير النوم على الذاكرة، وتحديدًا الذاكرة التي يحتاجها الإنسان لتعلم اللغة، إن التعلم أثناء النوم فكرة أخرى يحبها الطلاب، ويعتقد بعضهم بأنه من خلال تشغيل مادة صوتية مسجلة لتعلم اللغة أثناء النوم على سبيل المثال يمكن أن تنطبع هذه المادة في الدماغ بطريقة خفية، ومن ثم يفيق الطالب من النوم وهو يتحدث لغة لاتينية مثلًا، لكن هذه خرافة بالطبع، لكن النوم في حد ذاته أمر جوهري لحفظ وترتيب المعرفة في الدماغ، بحسب "بي بي سي". "النوم جزء محوري في عملية التعلم" كما يقول تامينن، ويضيف: "حتى وأنت لا تدرس أثناء النوم، فإن دماغك لا يزال يتعلم كما لو كان يعمل بالنيابة عنك. ولا تستطيع أن تستفيد من الوقت الذي استغرقته في الدراسة ما لم تأخذ قسطًا كافيًا من النوم". لكن الأكثر أهمية في بحث تامينن الحالي فيما يتعلق بدور النوم في تعزيز تعلم اللغة بشكل عام هو المرحلة التي تعرف باسم "نوم الموجة البطيئة" خلال النوم العميق. وتعد هذه المرحلة مهمة جدًّا في تشكيل وصون الذكريات، سواء كانت المفردات اللغوية، أو قواعد اللغة، أو غيرها من أنواع المعرفة. وبينما يركز تامينن على مرحلة "نوم الموجة البطيئة"، هناك نظرية تقول إن مرحلة "نوم حركة العين السريعة" تلعب دورًا أيضًا في تعلم اللغة، من خلال الأحلام التي تحدث خلال هذا الجزء من دورة النوم. فقد توصلت الأبحاث في مختبرات النوم والأحلام في جامعة أوتاوا الكندية إلى أن أدمغة الطلاب الجامعيين الذين يحلمون باللغة الفرنسية كلغة أم كانت قادرة بصورة كبيرة على إقامة روابط وعلاقات جديدة بين اللغة الفرنسية واللغة الثانية التي كانوا يتعلمونها. فالأحلام هي أكثر من مجرد استجابة لما يحدث خلال النهار. إذ تشير الأبحاث إلى أن مناطق الدماغ التي تتحكم في التفكير المنطقي، وتلك التي تتحكم في العواطف، تتفاعل مع بعضها البعض أثناء الحلم، مما ينتج عنه تلك الروابط التخيلية الجديدة لدى من يتعلمون اللغات. ويقول مايكل يونغ، الذي منح جائزة نوبل في مجال الطب عام 2017، ويبدي اهتمامًا بدراسة جينات الساعة البيولوجية مع باحثين آخرين، إنه من أجل تحقيق أداء أمثل، سواء في الجامعة أو العمل، أو في مجالات الحياة الأخرى، فإن ما نريده هو إيجاد بيئة توفر إيقاعًا منتظمًا للنوم. فبالنسبة لشخص تسبب له البيئة المحيطة به، أو أسلوب حياته اضطرابات في النوم، فإن الحل الذي لا يكلف كثيرًا يمكن أن يتمثل في استخدام ستائر تحجب النور والضوء ليلًا خلال النوم، أو استخدام مصابيح وأضواء قوية أثناء النهار، لمحاكاة دورة النور والظلام الطبيعية بقدر الإمكان. وقد أظهرت عمليات المتابعة أثناء النوم لما يحدث في دماغ الطفل أن النوم يساعد في تحويل المعرفة الضمنية أو الغامضة (أو ما يعرف بالذاكرة الإجرائية)، إلى معرفة واضحة وصريحة.

مشاركة :