«مانديلا ليبيا»..أول حملة انتخابية تكسر حاجز الصمت والخوف

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت فعاليات أول حملة انتخابية في ليبيا للمرشح الرئاسي المحتمل، سيف الإسلام القذافي، وهي أول حملة كسرت حاجز الصمت والخوف، رغم حالة الفوضى السياسية والأمنية التي تضرب ليبيا، وتعثر الجهود الأممية والعربية الرامية لتحقيق التوافق بين الأطراف الليبية، وبعد أن أصبحت العملية السياسية رهينة المجموعات المسلحة والانقسامات، ما يجعل الدعوات الدولية إلى إجراء انتخابات قبل نهاية العام الحالي أقرب ما تكون إلى الخيال، مع انفلات المواجهات الدموية في طرابلس العاصمة.         «مانديلا ليبيا» أول حملة انتخابية تشهدها ليبيا،أطلقت على مرشحها اسم «مانديلا ليبيا»، تيمنا بالزعيم الأفريقي الراحل «نيلسون مانديلا»، الذي حقق استقرارا في جنوب أفريقيا عقب خروجه من المعتقل بعد حرب أهلية ظلت سنوات طويلة، في إشارة إلى خروج سيف الإسلام القذافي من السجن بعد الحكم عليه بالإعدام، وقضى في السجن سبع سنوات، لتبدا الحملة تحت شعار «أنت آخي وأنا آخوك»، ورفض التهميش للمواطن الليبي، والتمرد على السلبية.     وسبقت الحملة الانتخابية، الدعوات التي أطلقها المحسوبون على أنصار النظام السابق، ومن عائلة القذافي، للمواطنين الليبيين، بالتسجيل بكثافة في قوائم الناخبين بمنظومة المفوضية العليا للانتخابات، « لإنقاذ الوطن من الضياع بعد مضي 7 سنوات عجاف من التدخل الخارجي الذي دمر ليبيا».. وأوضحت عائلة القذافي في بيانها أن «هذا لا يعني بالضرورة الدعوة إلى دخول الانتخابات أو التصويت وإنما التسجيل المبدئي لإظهار قوة الزخم الشعبي والطوفان الجماهيري الذي ستؤول إليه الكلمة الفصل».     عوائق قانونية تعرقل وصوله «القذافي»إلى الحكم ومن جهة أخرى.. يؤكد مراقبون وسياسيون في ليبيا، أن هذه الدعوات من عائلة القذافي ومن أنصار النظام السابق، ليست دليلا قاطعا على عزم نجل القذافي « الدكتور سيف الإسلام القذافي» الترشح للانتخابات المقبلة، ولكن الدعوات تمهد لترشيح شخصية محسوبة عليهم وليس بالضرورة سيف الإسلام، والذي يواجه عوائق قانونية تعرقل وصوله إلى الحكم، وفي مقدمتها مطالب محكمة الجنايات الدولية بتسليمه للمحاكمة.. ويرجح المراقبون أن يرشح أنصار النظام السابق شخصية أخرى تمهد الطريق لسيف الإسلام في الولاية القادمة.. ويتداول الليبيون أسماء قيادات في النظام السابق على غرار جادالله عزوز الطلحي، وأبوزيد دوردة.     سيف الإسلام  لا يحظى بقبول دولي وإذا كان سيف الإسلام ، لا يحظى بقبول دولي لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن ذلك لا يوقف مخاوف منافسيه الذين يحاولون التقليل من أهميته في المشهد السياسي رغم إجماع المراقبين على شعبيته، وعلى حظوظه في الفوز بمنصب الرئاسة، وهو ما يثير مخاوف منافسيه وفي مقدمتهم الإسلاميون والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الذي يتوقع الكثيرون ترشحه.     مؤيدون ومعارضون لترشيح «القذافي» وينقسم الليبيون حول فرص نجاح سيف الاسلام القذافي في حال ترشحه للرئاسة :يتوقع متابعون فوزا ساحقا لسيف الإسلام حال ترشحه وذلك بسبب إخفاق الساسة وجميع الحكومات بعد الثورة، وتراجع البلاد إلى الوراء في ظل حكمهم.. أما السبب الثاني، فهو خبرة سيف الإسلام وأعوانه في السياسة وشؤون الحكم، وإمكانية نجاحهم في حل الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية بتلك الخبرة.. وثالثا تأثير تصويت «المهجرين» من مناصري القذافي الذين هُجروا على أيدي مناصري ثورة فبراير/ شباط في 2011 وهم أكثر من مليون ونصف ليبي في مصر، ونصف مليون آخر في تونس، وعدد آخر في بلدان أخرى، وهذا العدد أكثر من إجمالي الليبيين الذين سجلوا في السجل الانتخابي حاليا، وفي حالة جرت انتخابات سيسجل كل أولئك المهجّرين، الذين يرون في سيف الإسلام، السبيل الوحيد لعودتهم إلى وطنهم وبيوتهم، وسيكونون نقطة الحسم في السباق الانتخابي، لأنهم عدد كاف جدا لاعتلاء سيف الإسلام سدة الحكم.  وبينما يؤكد خبراء القانون الدولي في ليبيا، أن ترشح سيف الإسلام القذافي خلال الانتخابات المقبلة أمر مستحيل، لأنه مطلوب، والرجل يعلم ذلك جيدا، ولن يقدم على وضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي، وقد عبر المبعوث الأممي، غسان سلامة، عن إرادة المجتمع الدولي، حينما صرح قبل أيام بأنه لن يجلس مع سيف الإسلام لأنه مطلوب دوليا، وهو يقصد بذلك أن المجتمع الدولي لن يقبل ترشحه لحكم ليبيا.. وأن تلك الانتخابات هي أحد حلول المجتمع الدولي للأزمة الليبية، وبالتالي ليبيا لا يمكنها الاستغناء عن محيطها والعالم ولا يمكن الخروج عن سرب المجتمع الدولي لأجل سيف الإسلام.     توقعات بعقوبات ضد ليبيا لو أصبح «سيف الإسلام» رئيسا لليبيا وإذا أصبح سيف الإسلام القذافي، رئيسا لليبيا، فالمجتمع الدولي يستطيع قانونا تجميد أرصدة ليبيا كما فعل خلال الثورة مع حكم والده العقيد معمر القذافي، إضافة إلى إجراءات قانونية تصعيدية يستطيع المجتمع الدولي محاصرة ليبيا بها تماما كما يحصل مع إيران.    وعلى هامش حملة «مانديلا ليبيا».. فإن الغموض لايزال يلف مصير نجل معمر القذافي بعد نحو عام من الإفراج عنه، وقال دبلوماسيون ليبيون، إن «سيف الإسلام لم يغادر مدينة الزنتان»ـ جنوب غرب ليبيا ، وتقع على بعد 160 كم جنوب شرق طرابلس في منطقة  الجبل الغربي ـ وقال عنصر في الأجهزة الأمنية: بكل الأحوال فإن سيف الإسلام لم يكن يومًا سجينًا بالمعنى الحرفي للكلمة، فمنذ توقيفه وضع في الإقامة الجبرية، وليس في السجن.. بينما اعلنت كتيبة أبو بكر الصديق التي قبضت عليه قبل أكثر من ست سنوات، أنها أطلقت سراحه في شهر يونيو/ حزيران 2017 بموجب قانون العفو العام الصادر عن مجلس النواب.. وكانت محكمة في طرابلس أصدرت حكمًا بالإعدام بحق سيف الإسلام القذافي ومسؤولين ليبيين آخرين لارتكابهم جرائم، بينها جرائم قتل وتحريض على الاغتصاب خلال ثورة فبراير/ شباط 2011 ، والمحكمة التي أصدرت حكمها تقع في طرابلس وتابعة لما يسمى بـ «حكومة الإنقاذ»، مما يثير تساؤلات عن صدور الحكم تحت ضغط من التشكيلات المسلحة التي تسيطر على العاصمة.     ودعت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، إلى إلقاء القبض على «سيف الإسلام القذافي» وتقديمه فورًا إلى المحكمة، باعتباره  مسؤولا عن الجرائم المرتكَبة ضد الإنسانية التي تتمثل في السجن، والتعذيب، والاضطهاد، وأفعال ضد الإنسانية أخرى، وكذلك جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب، والمعاملة القاسية، والاعتداء على كرامة الشخص، التي ارتُكبت في بلدات ليبية مختلفة في العام 2011.

مشاركة :