أعرب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي السبت عن أسف بلاده لقرار واشنطن وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، محذرا من أن “حرمان اللاجئين من خدمات الوكالة سيعمق مشاعر اليأس والحرمان وسيجعل من زيادة التوتر وتفجر الأوضاع خطرا حقيقيا”. وقال الصفدي في بيان إن “الأردن يأسف لهذا القرار الذي يفاقم التحديات المالية التي تواجهها الوكالة، ويهدد قدرتها على تقديم الخدمات الحيوية للاجئين”. وأضاف أن “الأردن بذل جهودا مكثفة لإقناع الولايات المتحدة بالاستمرار في تقديم التمويل للوكالة والعمل مع المجتمع الدولي للتوصل لمعادلة تضمن توزيعا أكثر عدالة لحصص الدعم لكن واشنطن اتخذت قرارها بوقف الدعم مما سيفاقم من تحدي سد العجز المالي لهذا العام”. وحذر الصفدي من “الانعكاسات الخطرة لعدم تلبية احتياجات الوكالة وعدم تمكينها من أداء دورها على الأوضاع الإنسانية للاجئين وعلى الأمن والاستقرار”، مشيرا إلى أن “حرمان اللاجئين من خدمات الوكالة سيعمق مشاعر اليأس والحرمان وسيجعل من زيادة التوتر وتفجر الأوضاع خطرا حقيقيا”. ورأى أن “أي تراجع في خدمات الوكالة وأي محاولة للانتقاص من دورها وفق تكليفها الأممي يهدد بتبعات خطرة، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد غياب الآفاق لإنهاء الاحتلال وحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967”. وأكد الصفدي أن “الحفاظ على الأونروا يعني احترام حق اللاجئين في العيش بكرامة وحق أكثر من خمسمائة ألف طفل لاجئ من الذهاب إلى المدارس إضافة إلى أنه تأكيد عَلى حق اللاجئين في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية”. وأعلنت الإدارة الأميركية الجمعة أنّ الولايات المتحدة لن تُموّل الاونروا بعد اليوم، متّهمة الوكالة الأممية بأنها “منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه”. والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة الأونروا، خفّضت في كانون الثاني/يناير بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017. وأعلن الاتحاد الاوروبي، وهو أكبر مانح جماعي للأونروا، أنه سيناقش مع شركائه الدوليين “كيفية ضمان مساعدات مستديمة ومتواصلة وفعالة للفلسطينيين بما في ذلك عبر الأونروا” خلال المرحلة التي تسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.
مشاركة :