«في أحد أيام العام الماضي، عاد رئيس تحرير «العرب» عبدالله بن حمد العذبة إلى منزله، وأزال بطاقة هاتفه من آي فون 7، وحطّمها إلى قطع باستخدام مطرقة»، بهذه الجملة افتتحت «أسوشيتد برس» تقريراً لها عن التجسس الظبياني على حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكذلك جوال الأمير متعب بن عبدالله نجل الملك السعودي الراحل.قال العذبة لـ «أسوشيتد برس»، إن هاتفه تسلم رسالة في البريد الإلكتروني، تشير إلى أنه تم استهدافه من خلال شركة التجسس الإسرائيلية «NSO»، وأن هاتفه يعتبر عرضة للخطر». وأضاف: «خشيت أن يتمكن أحد من العودة إليها فأنا بحاجة لحماية مصادري». وتابع العذبة: «الآن لدّي هاتف جديد وبطاقة هاتف جديدة وأيضاً هناك نهج جديد في التعامل مع روابط ومرفقات البريد الإلكتروني، حيث إنني لا أفتح أي شيء حتى من أكثر دوائر الثقة في حياتي». وتقول «أسوشيتد برس»، إن اكتشاف العذبة لعملية التجسس أدى إلى رفع دعاوى قضائية في قبرص وإسرائيل، وقدمت الوثائق التي تثبت أن عملية التجسس تستخدم للتنصت على الجميع، ابتداء من المراسلين المكسيكيين إلى الحكام العرب، ولم تعلق شركة «أن أس أو جروب»، على الرسائل التي تطالبها بالحديث. الدعوى الأولى، التي رفعت في محكمة تل أبيب يوم الخميس، تحمل ادعاء 5 صحافيين ونشطاء مكسيكيين أنهم تعرضوا للتجسس باستخدام برمجيات «NSO Group»، والدعوى الأخرى رفعها العذبة في قبرص فقط. تضمنت أوراق الدعوى في القضيتين، المادة التي وصلت إلى البريد الإلكتروني للمدّعين، وكذلك مادة تظهر مسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة يناقشون إمكانية اختراق هواتف كبار الشخصيات في السعودية ودولة قطر، بما في ذلك أمير دولة قطر. ورفض العذبة الكشف عن مصدر الوثائق، ولم تتمكن «أسوشيتد برس» على الفور من التحقق من صحة الوثائق، التي تم بالفعل إدخال بعضها في أدلة القضية ضد الشركة الإسرائيلية، وفقاً لمازن المصري عضو الفريق القانوني للعذبة. لكن صحيفة «نيويورك تايمز» -التي تحدثت لأول مرة عن الدعاوى القضائية- أشارت إلى أنها تحققت من بعض الوثائق، بما في ذلك إشارة إلى محادثة هاتفية تم اختراقها، شارك فيها الصحافي السعودي عبدالعزيز الخميس -المقرّب من إمارة أبوظبي- كاختبار للبرمجة لإبهار نظام إمارة أبوظبي، وقالت الصحيفة، إن عبدالعزيز الخميس أكد أنه أجرى الاتصال دون أن يعلم أنه يخضع للتجسس. وأوضح أحد الصحافيين المكسيكيين -الذين قدموا الدعوى القضائية ضد الشركة- وهو أليخاندرو كالفيلو، «هناك انتباه عالمي من العام الماضي، بعد أن تم الكشف عن استخدام برامج التجسس التابعة للشركة الإسرائيلية في فضيحة تجسس ضخمة في بنما، كما أفادت منظمة العفو الدولية بأن أحد موظفيها تعرض أيضاً لاستهداف برمجيات الشركة الإسرائيلية». ويسعى المدعون المكسيكيون الخمسة، للحصول على 2.5 مليون شيكل إسرائيلي «693,000 دولار» كتعويض، وأمر قضائي لمنع مجموعة «NSO» من مساعدة أي شخص على التجسس عليها. وقال العذبة إنه «يريد أن تذهب القضية إلى أبعد من ذلك، ويكون هناك قيود على التجارة في أدوات القرصنة»، مضيفاً: «آمل أن يتوقف بيع هذه التكنولوجيا في وقت قريب جداً».;
مشاركة :