يا معشر الكتّاب هاتوا أيديكم.. معنا لا علينا!

  • 12/27/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أنور مالك, ريم سعيد آل عاطف الإحصاءات السعودية الرسمية الحديثة تشير إلى: سبعة آلاف حالة وفاة وما يزيد على 20 ألف إعاقة للعام الماضي نتيجة حوادث السيارات. كما أثبتت أحدث الدراسات التي قامت بها جامعة الملك عبدالعزيز أن الخسائر الاقتصادية للحوادث المرورية بلغت 79.92 مليار ريال. كما جاوز عدد الحوادث في 2012م 589 ألف حادث بحسب بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات. 6 ملايين مدخن في المملكة، لذا تحتل بلادنا المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك السجائر. وتبلغ تكلفة استيراد التبغ فيها سنوياً 8 مليارات ريال وفق تقارير منظمة الصحة العالمية عام 2013. وذكرت إحصائية سعودية صدرت مؤخراً أن عدد المصابين بالسرطان في السعودية نتيجة للتدخين قد تجاوز 10 آلاف مريض، وأن %80 من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، و%80 من المصابين بسرطان الحنجرة هم كذلك من المدخنين! الكشف عن دراسة أوردتها صحيفة عن سرقات السيارات في المملكة خلال الفترة ما بين شهر رجب لعام 1434 هـ وشهر ربيع الآخر لعام 1435 هـ <10أشهر>، ويظهر الإحصاء أن عدد السيارات المسروقة خلال هذه الفترة بلغ 50 ألفاً و774 سيارة. إجمالي ما تم ضبطه من رجال الأمن عبر الحدود خلال العام الماضي 1435هـ من أقراص الامفيتامين المخدر بلغ 41 مليونا و400 ألف قرص. في حين ضبطت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الجمارك نحو 43 طن حشيش خلال عام 1434هـ، و55 مليون قرص كبتاجون، وما يزيد على 54 كيلوجراما من الهيروين النقي تجاوزت قيمته السوقية أكثر من 7 مليارات ريال في استهداف سافر للشباب السعودي. وهذا ما تم ضبطه فكيف بما لم يضبط؟! ربع سكان المملكة مصابون بداء السكري، فيما يبلغ عدد مصابي الفشل الكلوي المزمن ممن يقومون بالغسيل الدموي أو البروتوني 14 ألف حالة، وتقدر الزيادة السنوية في أعداد المرضى بـ%7.3 بحسب إحصاءات مركز زراعة الأعضاء، ومعدل الوفيات %11 لكل عام. بالإضافة لـ21 -%23 نسبة إصابة السعوديين بمرض ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته كجلطة الدماغ والذبحة الصدرية وغيرهما.. أما السرطان فينضم كل عام 12 ألف مصاب إلى قائمة المرضى، وتتفق الجمعية السعودية للسرطان مع هذا الرقم مؤكدة أنه في عام 2013م سجلت إصابة 13 ألف مريض، وأن هذا الرقم سيتضاعف خلال الـ10 سنوات المقبلة، فنسبة نمو المرض في المملكة تزيد ثلاثة أضعاف عن نسبة النمو العالمية. أرقام مطردة ومخيفة أيضا عن معدلات التضخم، الغلاء، العنف الأسري، العنوسة، الطلاق، الجرائم الأخلاقية، الأمراض النفسية، وغير ذلك من المعضلات. هنا وبين تلك الأرقام يكمن الخطر! نعم، تلك النسب والمعدلات المرتفعة تمثل فعلا الخطر الحقيقي المتربص بالدولة والمجتمع السعودي، والتي تتطلب الانتباه والدراسة لبحث الأسباب وخطوات العلاج الفعالة وتنفيذها وإيجاد طرق الوقاية، والاستنفار الكامل لتجنيد الطاقات والإمكانات على كافة المستويات لتدارك تلك الأوضاع. وإن كانت كل دول العالم لها مشكلاتها الداخلية والتي تجعل الحكومات معالجتها على رأس أولوياتها، وبناء على ذلك تنشأ البرامج والخطط والاستراتيجيات، فإن للإعلام وقطاع الفكر والثقافة الدور الأبرز أيضا في التصدي لما يشغل المجتمع والتماهي مع احتياجات الناس واهتماماتهم وهمومهم، ورفع وعيهم تجاه حقوقهم ورفع الصوت بمطالبهم ونقلها من الشارع إلى مكتب المسؤول عبر وسائل الإعلام الرسمية. هذا ما ينبغي أن يكون، وهذا ما نجده في الكثير من بلدان العالم، وهذا ما نتوق له ونرجوه كلما شاهدنا برنامجاً أو قرأنا مقالاً في صحيفة لبعض كتابنا ممن انفصل عن قيم أهله ومجتمعه وثوابتهم وأحلامهم وآمالهم ومصالحهم، وسخر لسانه وقلمه لأهوائه واهتماماته السطحية. لذا، فمع كل تلك الأرقام أعلاه نقول: يا مثقفينا، يا أهل الصحافة والتلفزة، يا من ننتظر أن تكونوا صوت المواطن وضمير المجتمع: ليست خطراً يقتضي إعلان الطوارئ طيلة العام والتجييش الدائم لأقلامكم ضدها. وقرارا منع الاختلاط والسينما ليسا الخطر الوطني الذي تظنون فتحشدون جهودكم وعدتكم وعتادكم لمحاربته وإسقاطه! وغطاء الوجه لم ولن يكون يوما خطراً على المرأة أو وطنها كما تتوهمون فتستميتون في تخليصها منه! يا مثقفي بلادي وإعلامييها: أنتم لا تعطلون أنفسكم فحسب عن مشاركتنا البناء بانشغالكم بالطعن والتشكيك وإثارة اللغط والشبهات وخلط الأوراق ومصادمة العلماء، إنما تعطلون أيضا فريقاً آخر ينصرف عنا مضطرا لينشغل بكم وببيان الحق ودحض الباطل والشُّبه! هنا بين أيديكم الأخطار الهائلة التي تحدق بنا، دونكم إياها! فبها انشغلوا وفيها ناضلوا.. ونحن معكم. العرب القطرية

مشاركة :