تساؤلات الدوائر الأمريكية: هل اقتربت نهاية «حقبة ترامب»؟

  • 9/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد استطلاع للرأي نُشر في واشنطن، أمس الأول،  بأنّ 60% من الأمريكيّين لا يُوافقون على أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنّ نصفهم تقريبًا يؤيّدون فكرة عزله..واعتبر 49% من المستطلعين أنّ الكونغرس يجب أن يُطلق عمليّةً لعزل ترامب..وعبّر 53% من المستطلعين عن اعتقادهم بأنّ الرئيس الأمريكي عرقل سير العدالة بمحاولته التدخّل في التحقيق الذي يُجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول وجود تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية.      وجاءت نتائج استطلاع الرأي، مع التساؤلات التي تطرحها الدوائر الأمريكية: هل يتم عزل الرئيس الأمريكي؟ وهل اقتربت نهاية «حقبة ترامب» ؟ وهل يواصل الديمقراطيون حملة الحشد ضد «ترامب» وفتح المزيد من ملفات نزواته، وإضطراب سياسات البيت الأبيض، وأخطاء تهدد العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وغياب الرؤية السياسية الاستراتيجية بين الأصدقاء والأعداء، وتصدع تحالفات أمريكا الخارجية؟!     ويرى خبراء وسياسيون في واشنطن، أن تجدد حمى الفضائح المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب والحديث عن إمكان بدء إجراءات عزله وانفكاك قادة في الحزب الجمهوري من حوله، لا تعني بالضرورة أن «ولاية ترامب» قد اقتربت من نهايتها، أو أن أيامه في البيت الأبيض باتت معدودة، إذا أخذت في الاعتبار جملة من العوامل التي أفرزت ظاهرة الرئيس «ترامب»، والأجواء التي حملته إلى المنصب الأول في أمريكا (والعالم)، فالاستياء من «المؤسسة» التي كانت تتهيأ لأربعة أعوام جديدة من السلطة، سواء فازت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أو أي مرشح جمهوري غير ترامب، كان قد وصل إلى مستوى عالٍ خصوصاً بين أفراد الفئات المتوسطة والفقيرة من البيض الأمريكيين الذين لم يجنوا الكثير من الفوائد من ولايتي باراك أوباما باستثناء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)، في الوقت الذي ظلت فيه مناطق «حزام الصدأ» على حالها من التهميش، وخسارة فرص العمل، وعليه فقد رأت فئات واسعة من السكان في «ترامب» الآتي من خارج «المؤسسة»، الرجل المناسب للتعبير عن تطلعاتها.     وهي وجهة نظر الدائرة المحيطة بالرئيس ترامب، وترى أن «نزواته» وتلاعبه بالحقائق والوقائع، أمور تخدمه ولا تصب في مصلحة خصومه، إذا وضع سلوكه في سياق الاحتجاج على أخلاقيات «المؤسسة» وممارساتها ونفاقها وصولاً إلى فسادها..وأن «فساد ترامب» علني وواضح وعلى رؤوس الأشهاد، في حين أن فساد منتقديه وخصومه مستتر ويجري وراء الأبواب الموصدة.     وتشير وسائل الإعلام الأمريكية، إلى أن تصريحات الرئيس ترامب، عن انهيار الأسواق وإصابة الكثير من مواطنيه بالفقر، في حال الإصرار على تنحيته عن منصبه، هي تصريحات  مبالغاً فيها مبالغة شديدة، وهذه الأقوال تتلاءم مع نهجه في الإفراط بالوعود والتهديدات والإهانات. وقد نجح في تصوير إدارته على أنها صاحبة الفضل في الانتعاش الاقتصادي الأمريكي وفي انخفاض مستويات البطالة إلى حدود قياسية، متجاهلاً أن التحسن المذكور مهدد بسياسة العقوبات والرسوم الجمركية المرتفعة التي يفرضها على الخصوم والحلفاء سواء بسواء، إضافة إلى امتناعه عن إسناد ولو بعض الفضل إلى الإدارة السابقة التي بذلت جهداً مضنياً في إزالة آثار أزمة العامين 2007 و2008.     نهاية اللعبة..واحتمال قلب الطاولة وإذا كان ليس هناك ما يجزم بنهاية اللعبة بالنسبة إلى ترامب، ونهاية «حقبته»، فإن هناك توقعات بأنه سوف  يلجأ إلى قلب الطاولة للبقاء في السلطة من خلال تصدير أزمته إلى الخارج على شكل حرب خارجية أو صراع ملتهب يحوّل الأنظار عن فضائح الداخل، وهي لعبة أجادها داخليا حيث جاء رئيسا  على خلفية انقسام عميق بين الأمريكيين، وأنه يعمل على زيادة هذا الانقسام ومفاقمته، وأنه قادر بالفعل على دفع الأمور إلى حدود شديدة الخطر. ولن يشكو من نقص في الأنصار في هذه المجازفة..وفي المقابل، ثمة من يؤكد أن الديمقراطية الأمريكية قادرة على استيعاب هذه الصدمة، مثلما استوعبت صدمات سابقة ليس أقلها وقعاً ما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.       أوجه التقارب بين هتلر وترامب ويتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، محمد كعوش، نهاية «حقبة ترامب»، مؤكدا أن المناخ العام المحيط بترامب وفضائحه وسقطاته السياسية، يكتب النهاية لوجود الرئيس ترامب داخل البيت الأبيض، وهي نهاية يترقبها العالم، للرئيس ألأمريكي وشخصيته المضطربة، ولا يقتصر الأمر فقط على الداخل الأمريكي، لأنه يقود العالم الى حافة الهاوية، ويعيدنا الى أجواء عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، بقراراته المتهورة المتلاحقة، التي خلقت بؤر التوتر والأزمات الساخنة في انحاء العالم، وتعيد الى الذاكرة قرارات «الفوهرر ادولف هتلر» عندما بدأ تنفيذ  «الخطة  z» التي كرّست الأقتصاد الألماني للبناء العسكري استعدادا للحرب.     ويشير «كعوش» ـ في تصريحاته للغد ـ إلى أوجه التشابه بين «ترامب» و «هتلر» والذي كان كان نازيا عنصريا مزاجيا فرديا يؤمن بارتقاء وتفوق الجنس الآري، في حين الرئيس ترامب يميني عنصري محافظ يؤمن بارتقاء الرجل الأبيض، واعاد احياء التمييز العنصري داخل الولايات المتحدة التي تعاني اليوم من انقسام خطير في مجتمعها.. وكذلك توجه «هتلر»  للسيطرة على الأسواق التجارية، من خلال التلاعب بالعملات ومحاصرة الدول وفرض العقوبات، تماما كما يفعل ترامب اليوم .. وقبل اشعال الحرب الكونية وقّع «هتلر» على اتفاقية ميونخ لحل مشكلته مع تشيكوسلوفاكيا ولكنه قام بغزوها، واجتاح بولندا والنمسا مسقط راسه، ثم انقلب على بريطانيا وأعلن الحرب عليها قبل أن يجف حبر توقيعه على معاهدة الصداقة معها. وهكذا الرئيس الأمريكي الذي انسحب من معاهدات عديدة وانقلب غلى بعض الحلفاء وحاصر الكثير من الدول وفرض العقوبات على دول بالجملة ، واثار الكثير من الأزمات الساخنة غير المسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول.     وأضاف للغد: إن الدوائر السياسية في واشنطن، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، أو خبراء الشئون السياسية، وحتى العديد من مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية، يدركون تماما هذه المخاطر من سياسات ترامب، وبحذرون من تداعيات وآثار هذه «السلوكيات السياسية» وينحازون إلى رؤية عزله.. لذلك فإن نهاية حقبة ترامب لصالح العالم وإنقاذه من الأزمات والتوترات التي تهدد السلام والاستقرار العالميين.

مشاركة :