الولد يوقّع.. البنت ما توقّع

  • 9/2/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في المواقف التي يحتاج فيها الطبيب إلى توقيع أحد أفراد أسرة المريض، مثل إجراء عملية جراحية أو تحليل خاص، لا يمكن القيام به إلا بتوقيع الموافقة من أفراد أسرة المريض الذكور فقط. وأما النسوة، فلا يقربن وممنوع عليهن. وتذهب لمعرفة السبب في ذلك، فلا تسمع إجابة من طويل العمر الطبيب سوى ممنوع وخلاص، وتسأل هل المنع بقانون أم بفتوى مشايخ أطباء، أم أن فرماناً طبياً يقف أمام توقيع الحريم باعتبارهن حريماً والعياذ بالله. ليس كل مريض أو مريضة لديهما أبناء ولا أقارب من الرجال، وإن تواجدوا فقد يكونون خارج الكويت، أو أنهم تحت البلوغ ودون حدود الوعي، وربما حالتهم العقلية غير طبيعية، فكيف ستكون حال هذا المريض الذي ينتظر توقيع واحد خشن من أجل أن يقوم الطبيب بالعملية، خصوصاً في حالة استعجال ولا تحتمل التأخير، أو لنقل تأجير رجل حتى وإن كان البنغالي فراش الجناح للتوقيع على العملية للمريض الذي لم يرزقه الخالق سبحانه بذكر ليقوم بالتوقيع على عملية لوالده أو أحد أقاربه، بينما بناته حوله لا حول لهن ولا قوة، لأنهن ممنوعات من التوقيع لأسباب غير مقنعة ولا منطقية، حتى لو كن يحملن أعلى المؤهلات العلمية. صحيح عالم غريب في أي شهادة في أي قضية يكون هناك شاهد من الرجال وامرأتان بنص قرآني صريح، ومعنى ذلك أن عدم العثور على ولد أو أب أو أخ للمريض، فإنه يمكن الاستعانة بابنتين للتوقيع السامي الذي يريده الطبيب المداوي. الأكثر غرابة أن استمارة التوقيع على موافقة العملية أو التحليل المخبري يمنع تصويرها من جانب أي أحد من الموقعين أدناه، ولا أدري إن كانت في هذه الورقة أسرار عسكرية ذات علاقة بالبنتاغون، وإلا ما سر رفض التصوير من جانب ذوي المريض من الذكور طبعاً لا من الحريم. المرأة لها حق التصويت في كل الانتخابات، وتختار بعقلها وقناعتها من تراه مناسباً لتمثيلها، ولكنها مسكينة محرومة بأمر الطبيب من توقيع الموافقة على إجراء عملية أو تحليل خاص لمريض، وكم أتمنى أن «يسويها» وزير الصحة والعافية ويشوف سالفة الحرمة التي ممنوع عليها التوقيع على ورقة طبيب يريد إجراء عملية أو تحليل خاص ومهم يحتاج موافقة من ذكر لا أنثى كاملة عقل وإدراك. * * * ● نغزة: حين يدخل المريض إلى المستشفى فكأنه مجند بالجيش يخضع لكل أوامر الطبيب والممرض، وما عليه سوى حاضر سيدي.. طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :