وقعت انفجارات عنيفة متتالية، فجر أمس، في محيط مطار المزة العسكري، غربي العاصمة السورية دمشق، الذي يعد مقرا للاستخبارات الجوية، وتردد أنها استهدفت أيضا مقر الفرقة الرابعة. وتحدثت وسائل إعلام النظام عن «انفجار مستودع ذخيرة قرب المطار بسبب تماس كهربائي»، ونقلت قنوات النظام عن مصدر عسكري نفيه تعرض دمشق لغارات، قائلا: «لم يتعرض مطار المزة لأي عدوان إسرائيلي، وأصوات الانفجارات التي سمعت تعود لانفجار مستودع ذخيرة قرب المطار بسبب تماس كهربائي». بدورها، نقلت وكالة الانباء الايرانية (إرنا) عن مسؤول عسكري إيراني في سوريا أن الانفجار وقع بسبب «تماس كهربائي في مستودع للذخيرة» على مشارف دمشق. من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقع «استهداف صاروخي إسرائيلي» محتمل، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد واثنين من كبار الضباط، مضيفة أن النظام يقوم بإغلاق طريق المهاجرين – أبو رمانة في دمشق، مع حركة إسعاف كثيفة، وأنباء أولية عن مقتل بما يقرب من 50 عنصرا للنظام، بينهم أفراد من ميليشيات ايرانية. ولم يرد أي تعليق من إسرائيل التي سبق لها أن أقرت بتنفيذ ضربات جوية في سوريا بهدف إضعاف قدرات إيران، بينما سخر السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي من رواية التماس الكهربائي، واعتبروها «غير مقنعة، خصوصاً أن النظام يكررها ويتحدث عن تماس يفجر قطعاً عسكرية». وتساءل سوريون: «لماذا يكذّب إعلام النظام ووكالة أنبائه بينما قناتا روسيا اليوم والميادين أعلنتا خبر الغارات الإسرائيلية؟». وانقسم السوريون بشأن رواية إصابة ماهر الأسد والعميدين نديم مبارك وحسن بعريني. جولة جيمس جيفري وتتزامن الضربات الإسرائيلية المفترضة على مطار المزة مع بدء زيارة ممثل الولايات المتحدة الخاص في شأن سوريا المعيّن حديثاً جيمس جيفري الى إسرائيل، حيث يقوم بجولة خارجية تشمل الأردن وتركيا. في غضون ذلك، حذرت صحيفة ذي أوبزرفر من أن روسيا تمهد الأجواء أمام الغرب قبل ارتكاب مذبحة في محافظة إدلب، وأن الأسد الذي وصفته بـ«الدكتاتور السوري» مصمم على استعادة آخر منطقة مكتظة بالسكان خارج سيطرته مهما كانت الكلفة من الضحايا المدنيين. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الروس اتخذوا خطوات، الأسبوع الماضي، تمهيدا للهجوم الجوي والبري المنتظر، في وقت أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جميع أنواع الدعم الذي كانت بلاده تقدمه للمعارضة السورية وترك الساحة خالية أمام الروس الذين حشدوا 25 قطعة عسكرية بحرية على السواحل السورية، وهو اكبر حشد منذ تدخل موسكو في الحرب السورية. ميدانياً، قتلت امرأة حامل وطفلتها في قصف مدفعي شنّته قوات النظام على منطقة جسر الشغور في إدلب. الهدف الأول ويتوقع محللون أن تمثّل منطقة سهل الغاب وجسر الشغور المحاذية لها أحد أول أهداف العملية العسكرية الوشيكة لقوات النظام في إدلب. كما اغتال مجهولون قيادييّن من «الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف إدلب. وعثرت فصائل «الجيش الحر» على جثتي «أبو واصف العسكري» و«أبو ماريا إداري» على مفرق نحليا جنوبي إدلب. وتأتي حوداث الاغتيال ضمن حالة من الفلتان الأمني تعيشها إدلب، ووجهت أصابع الاتهام إلى خلايا تتبع تنظيم داعش والنظام السوري. إلى ذلك، ساد الغضب أهالي ريف حماة الغربي على خلفية تفجير «الجبهة الوطنية للتحرير» جسرَي الشريعة وبيت الرأس في سهل الغاب، اللذين يعدان صلة الوصل الرئيسية بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام في ريف حماة. وتأتي أهمية الجسور كونها صلة وصل بين القرى التسع غربي نهر العاصي والبلدات شرقه، إلى جانب كونها معبرا تجاريا وزراعيا لكل المنطقة. وذكر رئيس المجلس المحلي لبلدة قبرفضة عبدالمعين أبو علي أن الفصائل العسكرية «قطعت الأمل بتحرير قرى ريف حماة»، معتبرا أنه كان من الأجدر ألا تفجر الجسور قبل استشعار خطر حقيقي، وفي تلك الحالة المجالس المحلية ستؤيد ذلك القرار وتقف معه. (رويترز، أ ف ب، الأناضول)
مشاركة :