مع تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس استمرار قطع الاتصالات مع الولايات المتحدة لمخالفتها قرارات الشرعية الدولية، كشفت إسرائيل أمس عن اقتراح قدمه مبعوثا البيت الأبيض جيرد كوشنر وجيسون غرينبلات لتشكيل اتحاد كونفدرالي مع الأردن كجزء من «صفقة القرن». وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، أنه استنادا إلى أطراف مشاركة في المحادثات، فإن عباس قال لناشطي سلام إسرائيليين ونواب، إنه مستعد من ناحية المبدأ لقبول هذه الخطة شريطة أن تصبح إسرائيل جزءاً في مثل هذا الاتحاد. وعقب استقباله وفدا من حركة «السلام الآن» ضم عضوين في الكنيست، شدد عباس أمس على أن الاتصالات مع الإدارة الأميركية مقطوعة منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب نقل سفارته إلى القدس، ومحاولة إعادة تعريف اللاجئ بشكل مخالف لقرارات الشرعية الدولية. وإذ تطرق عباس إلى قرار وقف المساعدات عن وكالة «أونروا»، يقود الأردن تحركا دبلوماسيا لحشد الجهود الدولية لضمان استمرار عمل الوكالة. ورأى محللون ودبلوماسيون أن قرار ترامب قطع المساعدات سيعزز موقف إسرائيل ويضعف قدرته على الدفع بتسوية النزاع، إضافة إلى تأجيج التوتر في الشرق الأوسط. في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري عن جوانب من علاقاته مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أنه صدم بمظهر الأخير أيام الحرب بين إسرائيل و»حماس» عام 2014. وأشار كيري في كتاب المذكرات الذي سيصدر قريباً، ونشرت وسائل الإعلام مقتطفات منه أمس الأول، إلى أنه لم ير نتنياهو «مغلوبا على أمره، ويفتقد الحيوية والتبجح الذي يتميز به عادة»، كما رآه حين التقاه بعيد نجاح صواريخ «حماس» في إجبار إسرائيل على إغلاق مجالها الجوي ووقف حركة الطيران من مطار اللد وإليه صيف 2014. وكتب كيري: «لقد أثّرت في نفسي رؤية نتنياهو للمرة الأولى تحت الضغط، كان نتنياهو في أكثر لحظاته ضعفا منذ أن تعرفت إليه». وأضاف كيري أن نتنياهو قال له: «سأحاول التقدم في مسار التسوية، لكن عليكم أن تعرفوا أمرين أساسيين، وهما أن العرب في هذه المنطقة يكذبون كل الوقت، وهذا لا تدركونه أنتم الأميركيون، إلى جانب أن أقصى ما يمكن أن أوافق عليه قد لا يلبي الحد الأدنى الذي يصر عليه أبومازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس)». وأشار كيري إلى أن تفوهات نتنياهو هذه دللت على أنه يعتقد أن فرص التوصل إلى تسوية سياسية للصراع مستحيلة، مشيرا إلى أنه ظل يشدد على أن التوصل إلى تسوية للصراع يتحقق فقط عندما يستجيب الفلسطينيون لكل مطالبه.
مشاركة :