لا خير فينا إن لم نقلها

  • 9/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إبراهيم الهاشمي «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» قالها سيد البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في توجيه دقيق وعميق لمعنى المسؤولية والعمل، فوعاها وعقل معناها ومغزاها الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: «لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها»، ذلك قبل ما يزيد على 1400عام، وهو على رأس الهرم القيادي في الخلافة الإسلامية الراشدة، داعياً الرعية أن يكونوا العين الرقيبة على عطاء الولاة والعاملين، يجهرون بالحق حينما يرون خطأً أو تقاعساً أو انحرافاً.اليوم يغيب عن البال معنى ومغزى «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» عن بعض المسؤولين، فيصبح المسؤول وكأنه امتلك المكان الذي عين فيه بمن فيه من عاملين، فلا ينظر إليهم على أنهم شركاء له في المسؤولية في خدمة الوطن والمجتمع ويصم أذنيه ولا يعي «لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها» فلا يلقي بالاً لما يقترح أو يكتب أو ينشر حول الجهة التي يديرها، وإن تحدث فيتحدث وكأنه يتحدث عن ممتلكات خاصة، فيوصِمُ من كتب أو جهر بالحق بالحقد والضغينة، أو يجعل أذنيه في صمم ثقيل لا تسمع إلا ما تريد، وعينيه في عمى فلا ترى ولا تشاهد إلا ما يرضيها.وسائل الإعلام هي عين المجتمع والرقيبة على الأداء والمؤشر الصادق على عمل كل الجهات، والمعبرة عن واقع الحال، هدفها هو الصالح العام فيما تنشر، تنشد الأفضل والأجود، وحينما تشير إلى مواطن أي خلل فهي لا تشوه بل تنشد الإصلاح والتقويم، لكن الملاحظ أن غالب مسؤولينا صغاراً وكباراً لا يكلفون أنفسهم حتى الرد على ما ينشر أو التعامل معه بجدية، بالرغم من أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أشار في العديد من المرات إلى أهمية دور الإعلام، بل طالبه بالإشارة إلى مواطن الخلل ليتم إصلاحها كونه شريكا في العملية التنموية الوطنية.على مسؤولينا أن يعوا أن الإعلام بكافة وسائله ليس في عداء معهم، بل شريك يجمعه بهم هدف واحد وهو مصلحة الوطن.سادتي المسؤولين لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.

مشاركة :