أعلن رئيس الوزراء العراقي وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي أنه سيحضر اليوم جلسة البرلمان الأولى بصفته رئيساً للوزراء فيما هدد بمقاضاة القيادي السابق في تحالفه، فالح الفياض، الذي أعفاه من منصبه مستشاراً للأمن الوطني ورئيس هيئة «الحشد الشعبي»، في حين بقي يتكلم باسم الائتلاف.وقال العبادي في حديث لمجموعة من الصحافيين أمس إن «ائتلاف النصر سيحضر (اليوم الاثنين) إلى البرلمان، وأنا كذلك بصفتي رئيس مجلس وزراء وفائزاً في الانتخابات، لكنني لن أؤدي اليمين الدستورية، لأن ذلك سيمنعني من أداء مهامي التنفيذية». وأضاف العبادي أن «بعض مطالب الكرد والسنة قابلة للتطبيق»، مشدداً على القول: «مستعدون للتفاوض».وبشأن أزمة المياه في محافظة البصرة وارتفاع نسبة الملوحة فيها قال العبادي: «ليس من حق أي دولة جارة أن تقطع مياه نهر الكارون عن شط العرب وسنتحدث معهم بخصوص ذلك» في إشارة إلى إيران.وبشأن مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر، قال العبادي إن «بعض مطالب الكرد والسنة قابلة للتطبيق»، مضيفا: «لم أرفض بأي شكل من الأشكال عدم التفاوض على مسألة كركوك». وأشار إلى أنه «مستعد للتفاوض لكن بعد تشكيل الحكومة بشأن ملفات النفط والأمن وطريقة الإدارة». ونقلت عنه شبكة «رووداو» قوله إن «بعض الأطراف العراقية وقعت على وثيقة تتنازل فيها للأكراد عن المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك»، وذلك في إشارة إلى خصومه من ائتلاف دولة القانون والفتح اللذان يجريان مفاوضات مكثفة مع الكرد بشأن الكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة المقبلة.وبشأن قراره بإعفاء فالح الفياض من مناصبه الحكومية، وما صدر عنه أخيراً من بيانات باسم ائتلاف النصر قال العبادي إن «الفياض لا يمثل ائتلاف النصر ولن نجازف بمصير شعبنا لإرضاء أي جهة أخرى وسأقاضيه إذا تحدث باسم النصر». ومضى العبادي بعيدا في القول إن «الأمانة التي نحملها تستدعي منا عدم المجازفة بمصير شعبنا لصالح أرضاء إيران أو أي دولة جارة أخرى».وتأتي تصريحات العبادي هذه في وقت تخوض الكتل السياسية الفائزة مفاوضات الساعة الأخيرة بشأن إعلان الكتلة الأكبر التي يفترض أن تسجل خلال جلسة البرلمان الأولى في دورة انعقاده اليوم الاثنين.وفي هذا السياق، أكدت ندى شاكر جودت عضو البرلمان العراقي الجديد عن ائتلاف النصر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التصريحات التي صدرت عن العبادي بوصفه رئيساً للوزراء وهذه هي مسؤوليته التنفيذية الأولى الآن بصرف النظر عن كونه زعيماً لائتلاف فائز في الانتخابات، وهو أحد الرهانات المهمة لتشكيل الحكومة المقبلة»، مبينة أن «العبادي تصرف كرجل دولة؛ سواء فيما يتعلق بالمصالح العراقية حيال الأصدقاء في الخارج بصرف النظر عن درجة هذه الصداقة ومستواها لأن المصلحة العراقية يجب أن تكون أولاً سواء تعلق الأمر بإيران أو الولايات المتحدة».وأكدت جودت أن «كتلة النصر تخوض المفاوضات مع الجميع ووصلنا إلى تفاهم جيد، وبعضها ممتاز، مع معظم الكتل من أجل بلورة رؤية واضحة لتشكيل الكتلة الأكبر». وردّاً على سؤال بشأن مدى تأثير انشقاق فالح الفياض عن «النصر»، قالت ندى جودت إن «انشقاق الفياض لم يؤثر بشيء على النصر، بل بالعكس أصبحت كتلتنا متماسكة أكثر الآن خصوصاً أن نواباً آخرين انضموا إلينا».من جهته، أكد محمد العكيلي القيادي في ائتلاف دولة القانون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كتلة النواة التي تضم النصر وسائرون والحكمة والوطنية باتت عليها علامات الضعف والوهن بالقياس إلى كتلة دولة القانون - الفتح التي تتفاوض الآن مع الجميع من موقع قوة»، مبيناً أن «النواة لم تتمكن من جمع القوى الوطنية الأخرى للانضمام إليها، فضلاً عن الانسحابات التي طالتها، ومنها انشقاق الفياض».وبشأن تصريحات العبادي التي بدا فيها هجومياً، قال العكيلي إن «التطورات السلبية على وضع النصر أثارت حفيظة العبادي وجعلته يطلق تصريحات فيها تناقض، مثل قوله إن هناك مَن أعطى للكرد تعهدات بشأن كركوك؛ إذ إن رئيس الوزراء في الوقت الذي فتح الباب عاد وأغلقه، لأنه في الوقت الذي قال فيه إنه مستعد للتفاهم مع الكرد حتى على كركوك اتهم أطرافاً (على حد قوله) بالتنازل عن كركوك». وبشأن تصريحاته حول إيران يقول العكيلي إن «الجميع يريد أن يكون القرار عراقياً ولا أحد يريد أن يكون العراق تحت عباءة الآخرين سواء كانوا إيران أو أميركا بل نريد حلاً عراقياً بينما تصريحاته هذه هي التي يمكن أن تثير التخندقات».
مشاركة :