تغريدة مؤثرة من 180 حرفاً كتبتها طالبة سعودية عن والدها؛ تعبيراً عن عرفانها له ورداً للجميل مع بدء العام الدراسي الجديد، لاقت تفاعلاً واسعاً بين المغردين، والآلاف من إعادة التغريد والإعجاب؛ لتتحول إلى منصة تحتوي على عشرات من قصص الوفاء والحب والعرفان التي تدمع لها العينان بين الآباء والأبناء. وكتبت "فرح" الطالبة في السنة الأخيرة من كلية الطب جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية: "عزيزي والدي: عدد الساعات التي قضيتها في انتظاري أمام المدرسة والجامعة، داعماً ومشجعاً.. وقوفك بجوار باب الطبيب وبائع الحلوى والسوق وطريق الذهاب والعودة.. شتاءً وصيفاً. لو كان بقدرتي لأعدتُ لكَ هذا العمر الذي قصصتهُ من عمرك". ولكنها لم تكن الوحيدة التي تكن مشاعر صادقة لوالدها الذي تحمل كل أشكال العناء والشقاء من أجل راحتها؛ فشاركها المغردون والمغردات قصصهم المؤثرة من الذاكرة مع آبائهم. فكتبت سارة أيضاً رداً على التغريدة: "كل يوم كان يصر يوصلني عملي ويتراجع بعد رفضي متعذرة بأعذار مختلفة؛ خوفاً عليه من القيادة لمسافات بعيدة، ولكن يظل إصراره ومحاولاته مستمرة لإقناعي، ويظل رفضي مستمرًا خوفاً عليه.. رحم الله والدي وأسكنه فسيح جناته". وشاركت فتاة بالمعرف "الجازي" قصتها أيضاً مع والدها المتوفي، الذي كان ينتظرها لأكثر من 7 ساعات متواصلة رابضاً أمام باب المعهد الذي تدرس فيه، ويتحرج من أن يستقبلها أمام زميلاتها بسيارته قديمة الطراز: "واللي أبوها ينتظر من الساعة ٧ إلى الساعة ٢ عند مبنى المعهد ويجيب سجادة وينسدح ينام بظل السيارة إلين تطلع. كان البنات اللي سيارتهم آخر موديل يدخلون المعهد أبوي كان يدخلني ويقلي أخاف أفشلك يا بنتي، أقله يا أبي لا أدخل بالسيارة ما يهموني ربي يرحمك ويسكنك الجنة ألا ليت الزمان يعود يوماً". وكتبت مغردة بالمعرف "نثار غيمة" تصف ما كان يفعله معها والدها بكل حب: "يوم يوقف في القايلة يشتري لي جريدة عكاظ لو ما يلقاها يلف كل البقالات عشان يجيبها. لما أخرج من الجامعة عصراً يوقف يشتري لي وردة يغيّر نفسيتي. لما ينزل معايا السوق يشيل عني الأكياس. لما جاني فقر الدم ويحطولي حديد ينفخ ع الآبرة لأنها تعورني. يا حبيبي يا بابا الله يشفيه لنا". فيما كتبت "فاطمة" عن والدها الذي كان يقوم بإيصالها إلى المدرسة في طفولتها: "الله يرحم أبوي ويغفر له ويجزاه خير الجزاء. انتظار كل يوم عند حارس المدرسة طول سنين الدراسة". وغردت "زهور" عن والدها، قائلة: "يا الله أبوي كان يشيل عني الشنطة، وكان يحل عني واجباتي ويسمع مني كمان، ويسألني عن مواقفي والأشياء اللي تصير معي ويستمتع معي. فعلاً الأب عظيم". بينما شاركت فتاة أخرى موقفاً لها مع والدها في الجامعة في صبيحة أحد الأيام: "ذكرتيني تو لما رحت أستلم الوثيقة نسيت أخذ فطوري، وعادي ما قلت له، المهم أبوي راح عند الحارس وسأله في كافتيريا ولا لا، قال مقفلة، وما انتبهت إلا الدكتورة تناديني تقول أبوكي قال وصلوه لبنتي، اشترى لي. الأب أمان حياة انتماء ما بعده حب وربي". إحدى الزوجات هي الأخرى أيضاً كان لها قصة مع زوجها الذي وصفته بـ"الأب الحنون"؛ إذ كان ينتظرها عند باب جامعتها مع أطفالها: "تحية لكل الآباء وأضم معهم زوجي الأب الحنون لي وأطفالي، تزوجت بسن مبكر وأكملت مراحلي الدراسية معه، كان ينتظرني عند باب الجامعة مع أطفالي دون ملل، واحتفلنا معاً بتخرجي وكافح معي لأحقق طموحي رغم عمله ومرضه، كان لي الزوج والأب، والآن يكمل مسيرة حبه مع بناتنا. شكراً لكل رجل يؤدي الأمانة بحب". وعبر أحد الآباء عن صادق مشاعره لأبنائه، مهما تكبد من معاناة أو مشاكل؛ إذ كتب: "عندي القدرة المادية أجيب سواق يوصل عيالي، وخسرت ترقيات وتعرضت لإنذارات بسبب خروجي وقت المدارس، لكن مع ذلك والله إنه شيء مستعد أسويه كل يوم بدون توقف وواجب أسويه بكل سعادة لما تطلع بنتي وولدي ويلقوني أول شخص يفرح بهم ويسأل عنهم ويتطمن عليهم ويؤنبني ضميري لو تأخرت. أحلى واجب وأسويه بحب".
مشاركة :