قد لا يوجد موضوع أبكى الشعب السعودي وأحزنه مثل حوادث المعلمات ، ليس فقط لأن هذه الحوادث تسببت في إهدار حياة إنسان حيث حياة كل إنسان غالية وعزيزة بل أيضأ لأن الإنسان الذي أهدرت حياته كان السبب بعد الله في تعلم الناس وتسليحهم بالمفيد. فنحن بحاجة لبنات المملكة ليقدمن مهمة التعليم العظمى ، مهمة الأنبياء للجيل القادم من بنات هذه الأمة فهن أغلى ثروات هذه البلاد وقد أنفقت المملكة الملايين على تعليمهن وتربيتهن وعلقت الأسر أمالاً عظيمة على هؤلاء النخبة من بناتها ، ثم فوق هذا هن مجاهدات في طريق العلم لا يشك في ذلك إلا جاهل مجاهدات وهن يرضين بالعمل خارج حدود المدينة وفي هجر بعيدة وقرى معزولة بلا وسائل نقل ولا مساكن مخصصة لهم في هذه المناطق النائية ، فلا منح من أي نوع ولا حتى بدلات خاصة لكل تلك المخاطر التي يتحملونها. منذ سنوات ونحن نعاني من أزمة في الطرق بين مدن المملكة لم تجد وزارة النقل لها حل حتى الآن ففي كل يوم نسمع عن حادث ينتج عنه وفيات وإصابات بليغة ولعل أخرها ما سمعته اليوم من صديق لي تعرضت زوجته وعدد من المعلمات إلى حادث مروري وهن في الطريق من محافظة الأفلاج إلى محافظة الخرج وقد نجم عن هذا الحادث وفاة معلمتين أسأل الله لهم المغفرة والرحمة وأن يسكنهم فسيح جناته ، هذه الحادثة لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة فالنزيف متواصل ورداءة الطرق تزيد من حين إلى أخر. وأغلب طرقنا تشتكي من الخدمات وتفتقر للأساسيات التي تظهر لنا عندما نكون في طريق وفجأة يزدوج طريق آخر بدون أية مقدمات ولا لوحات للإرشاد والأدهى من ذلك عندما يكون مطموس المعالم لا يوجد به تحديد للمسارات في وضع لا نحسد عليه. أغلب طرقنا تتم الصيانة فيها في أول ثلاثة أشهر بعد الانتهاء من المشروع وبعدها يتم إهمالها إلى ما شاء الله من العمر ليذهب كل الكلام أثناء البدء بالمشروع أدراج الرياح. إن من أسباب هذا الوضع للمعلمات هو تعينهم في مدن بعيدة ن سكنهم تؤدي إلى هذه المشقة الكبيرة وللأسف أننا نملك الحل ولكن لا نطبقه فلو كل معلمة عينت في مدينتها التي تسكن بها لا ما وصلنا إلى هذا النزيف الدائم. ختاماً: أعاني الساعة وأعاني مسافات وأعاني رياح الزمان العتية ..
مشاركة :