أعربت قطاعات الصناعة في ألمانيا التي تعد أكبر اقتصاد أوروبي عن تفاؤلها بالعام الجديد. ووفقاً لـ"الألمانية"، فقد توقع اتحاد صناعة السيارات الألمانية "في دي إيه" أن يشهد العام الجديد ارتفاعا في الإنتاج بنسبة 4 في المائة ليصل إلى 15.23 مليون سيارة، وأن تحقق صادرات السيارات ارتفاعا بنسبة 2 في المائة. كما توقع اتحاد صناعة الآلات "في دي إم إيه" تحقيق رقم قياسي جديد من المبيعات على الرغم من العقوبات المفروضة على روسيا متوقعاً ارتفاع الإنتاج الحقيقي بنسبة 2 في المائة، مشيرا إلى أن عائدات المنتجات يمكن أن تتجاوز عتبة الـ200 مليار يورو في 2015، وكان القطاع الذي يعمل فيه أكثر من مليون شخص قد تجاوز بالفعل في 2014 النتائج القياسية التي تحققت في 2008. من جهته، توقع اتحاد صناعة الكيماويات أن تبلغ عائداته في العام الجديد 196.5 مليار يورو بارتفاع بنسبة 1.5 في المائة مقارنة بالعام الجاري، ويتجه القطاع إلى تحقيق عائدات قياسية هذا العام وذلك للمرة الخامسة على التوالي. فيما توقع قطاع البناء أن يشهد العام الجديد ارتفاعا في عائداته التي حققت ارتفاعا في العام الجاري بنسبة تراوح بين 4 و4.5 في المائة لتتجاوز 99 مليار يورو. وكان مؤشر ألماني قد أظهر تفاؤلا بالعام الجديد بين الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة، وأعلن بنك التنمية الألماني "كيه إف دبليو" المملوك للدولة أن مؤشر مناخ الأعمال في الشركات المتوسطة"ميتلشتاند" التي يعتبرها اقتصاديون العمود الفقري للبلاد ارتفع في كانون الأول (ديسمبر) الجاري للشهر الثاني على التوالي بمقدار 2.8 نقطة إلى 12.3 نقطة. وجاء التحسن في أعقاب سلسلة من التراجعات في مؤشر "كيه إف دبليو" للشركات المتوسطة في الفترة بين نيسان (أبريل) حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضيين على خلفية فترة من الضعف الاقتصادي كانت البلاد قد مرت بها. وقال مصرف "كيه إف دبليو" إن الشركات تبعث بشعاع من الأمل في إمكانية التغلب في عام 2015 على مرحلة الضعف الاقتصادي الأخيرة، وكان الاقتصاد الألماني قد سجل على مدار ستة أشهر من العام الحالي تباطؤا حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي في الوقت الذي كانت فيه منطقة اليورو تكافح من أجل اكتساب قوة جذب اقتصادي بينما كانت التجارة العالمية تتعرض لحالة من عدم الاستقرار ناجمة عن الأزمة في الشرق الأوسط وشرق أوكرانيا. في سياق متصل، يسود نوع من التفاؤل بشكل عام بين الألمان، بعدما كشف استطلاع حديث للرأي أن 45 في المائة من الألمان يتطلعون إلى العام الجديد بتفاؤل، وأوضح هورست أوباشوفسكي الباحث في الشؤون المستقبلية استنادا إلى الاستطلاع الذي أجراه معهد "إبسوس" الألماني لأبحاث السوق، أن نسبة المتفائلين بين الألمان حققت مستوى قياسيا جديدا في كانون الأول (ديسمبر) 2014. وأرجع أوباشوفسكي سبب الشعور السائد بالتفاؤل بين الألمان إلى أنهم يشهدون "أفضل وقت"، حيث تنخفض معدلات البطالة وتزداد الأجور وترتفع معدلات التشغيل إلى مستويات قياسية، وبلغت الرفاهية الشخصية للسكان في ألمانيا مستوى قياسياً. وفي المقابل، أعرب الألمان في الاستطلاع عن مخاوفهم من ارتفاع محتمل في الأسعار وفقدان الرفاهية، كما أعرب كثيرون عن قلقهم إزاء فقدان مدخراتهم المالية بسبب انخفاض سعر الفائدة.
مشاركة :