بيروت – انديرا مطر | لم يخرج الدخان الابيض من القصر الجمهوري ايذانا بولادة حكومة لبنانية جديدة، وعاد الغموض ليكتنف مصير عملية التأليف الحكومي، اذ اعتبر فريق الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر ان التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية هي «صيغة رفع عتب». وتعددت المواقف والقراءات وتراوحت في بيروت بين «نعي» المسودة و«التريث» في انتظار موقف نهائي لرئيس الجمهورية. ورغم «سرية» التشكيلة المقترحة بحسب وصف الحريري وعدم اطلاع احد عليها باستثناء عون، غير ان الاجواء التي رشحت، والتي امكن تبيانها في سطور بيان بعبدا المقتضب، اوحت بأن مسافة غير قصيرة لا تزال تفصل لبنان عن ولادة حكومة جديدة. البيان الرئاسي اشار الى ان عون ابدى بعض الملاحظات حول الصيغة المبدئية، وانه سيبقى على تشاور مع الحريري تمهيدا للاتفاق على الصيغة النهائية. وهذا ما استدرج قراءات متعددة ذهبت باتجاهات متناقضة. تشكيلة «رفع عتب» وقال النائب ابراهيم كنعان عقب اجتماع لنواب التيار الوطني الحر في كتلة لبنان القوي: «نصف التشكيلة التي قدمها الحريري بتشكيلة رفع العتب ونرفض الاحتكار بتمثيل الطوائف، ونرى محاولة لاجهاض نتائج الانتخابات وعدم احترامها». وشدد على ان «هناك التفافا على دور رئيس الجمهورية، متسائلا هل الغى الطائف دور الرئيس؟». واضاف: «لا نريد البقاء بلا حكومة ولكن لسنا على استعداد لان نكون شهود زور دستوريا وديموقراطيا». مبالغة في التفسير! غير ان مصدر سياسي مواكب لعملية التأليف اكد لـ القبس ان نعي المسودة من قبل بعض الكتل المعنية بالعقد الحكومية ينطوي على مبالغة في تفسير موقف الرئيس، لافتا الى ان ملاحظات عون تنبع من صلاحياته الدستورية ولا تمس بصلاحيات رئيس الحكومة، وهي بمجملها تتركز على توزيع الحقائب الخدماتية على حزبي «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» بصورة رئيسية، وهو ما يستوجب استكمال النقاش مع الحريري بهدف ادخال بعض التعديلات على توزيعة الحقائب. وأكد المصدر ان عون يدرك ان كل يوم تأخير في ولادة الحكومة يلقي بتبعاته على «العهد» بالدرجة الأولى، ولذلك فإن الأبواب لم تقفل امام احتمال انفراج على المستوى الحكومي. استكمال المشاورات من جانبها، حرصت مصادر «المستقبل» على تأكيد أن الصيغة التي قدمها الحريري اخذت في الاعتبار التمثيل المتوازن لكل الاطراف، كل بحسب حجمه. وهي صيغة استنفد فيها الحريري كل جهده على مدى ثلاثة اشهر، مؤكدة ان الحريري سيستكمل مشاوراته. وكان الحريري استقبل امس وزير الاعلام ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وأبدت مصادر القوات أسفها لاصطدام مساعي الحريري بتعنت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، معتبرة ان العقلية الاستعلائية لا تزال تتحكم بمسار التأليف، وان التيار لا يزال على النهج نفسه في محاولة لتحجيم «القوات» والحزب «الاشتراكي»، مشددة على أن الحكومة لن تولد إذا استمرت هذه المحاولات وقد يعود «القوات» بشكل طبيعي إلى المربع الأول وهو المطالبة بخمسة وزراء وحقيبة سيادية و«يروحوا يبلطوا البحر». الراعي: غلبة الانتماء المذهبي البطريرك الماروني بشارة الراعي رد الازمة السياسية الراهنة والظاهرة حاليا في عدم إمكانية تأليف الحكومة حتى الآن، الى تغليب الانتماء المذهبي على المواطنة. التفكير بالرئاسة وفي السياق الحكومي أيضا، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة إلى ان «هناك شكلا من اشكال الكباش الدائر في لبنان اليوم، وهو أن هناك صراعا على رئاسة الجمهورية، وهذا الكباش مضحك خصوصا ان الرئيس ميشال عون مازال في بداية عهده»، معتبرا ان «من يخطط لرئاسة الجمهورية منذ الآن هو مخبول وليس فقط واهم كما قال نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم»، مؤكدا انه «من المعيب التفكير بالرئاسة في ظل وجود الرئيس ميشال عون». الحريري اتصل بريفي اجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اتصالا هاتفيا بالوزير السابق اللواء اشرف ريفي، اطمأن في خلاله الى صحة كريميتيه اللتين تعرضتا لحادث سير نقلتا على اثره الى المستشفى نظرا لدقة حالتيهما. واتصل للغاية عينها بريفي المهندس نادر الحريري الموجود في الخارج. يذكر ان الحريري وريفي على خلاف سياسي حاد بسبب المواقف من حزب الله والتسوية الرئاسية التي ادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. وقد تنافسا بلوائح مختلفة في بيروت والشمال.
مشاركة :