أظهر أحدث استطلاع للرأي العام ميلا كبيرا لدى الناخبين الأمريكيين للتصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين بوجه عام والسيدات منهم بوجه خاص، وذلك قبل نحو شهرين من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، الأمر الذي ترتفع معه احتمالية أن يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشكلات مع الكونجرس إذا فاز الديموقراطيون بـ23 على الأقل من مقاعد الجمهوريين الحالية في مجلس النواب، في الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.وبيّن الاستطلاع، الذي أجرته صحيفة (يو إس إيه توداي) بالاشتراك مع جامعة (سوفولك) الأمريكية، أن 50% ممن شملهم الاستطلاع رجّحوا أنهم سيصوتون للمرشحين الديموقراطيين للكونجرس في دوائرهم الانتخابية، مقابل 39% رجّحوا التصويت للجمهوريين.وذكرت الصحيفة أن التفوق الكبير للديمقراطيين في الاستطلاع من شأنه، حال بقائه على هذه النسبة، تمكينهم من السيطرة على مجلس النواب الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية حتى الآن، مما يمنح الديموقراطيون السلطة لفتح التحقيقات وحتى النظر في عزل ترامب من منصبه.ويرى مؤيدو ومعارضو ترامب على السواء أن مخاطر انتخابات نوفمبر على الجمهوريين وترامب أكبر من المعتاد.ونقلت (يو إس إيه توداي) عن ديفيد واسرمان من مؤسسة (ذا كوك بوليتيكال ريفيو) المستقلة المتخصصة في تحليل البيانات المتعلقة بالانتخابات والحملات الانتخابية قوله: "إن المحللين يُقدّرون بـ8% نسبة التفوق التي يحتاجها الديموقراطيون لشغل 23 مقعدا على الأقل من مقاعد الجمهوريين الحالية للفوز بالأغلبية في مجلس النواب".وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة التفوق لصالح الديموقراطيين الظاهرة في الاستطلاع الجديد (11%) قد لا تكون كافية لحسم الأغلبية للحزب الديموقراطي، معللة ذلك بأن النسبة التي لم تحدد قرارها بعد بشأن التصويت لأي حزب (حوالي 10% في هذه الحالة) تميل تاريخيا لصالح الحزب الممسك بزمام السلطة.ووفقا للبيانات المنشورة على موقع مجلس النواب على شبكة الإنترنت، يحتفظ الجمهوريون حاليا بـ236 مقعدا في المجلس، بينما يشغل النواب الديموقراطيون 193 مقعدا، وتبقى 6 مقاعد خالية بسبب استقالة أو وفاة شاغليها، من بينها 4 مقاعد كانت لأعضاء جمهوريين ومقعدان للديمقراطيين.وتجري المنافسة في انتخابات التجديد النصفي المقبلة على كل مقاعد مجلس النواب، وعددها 435، بينما تجري الانتخابات على 35 مقعدا فقط من مقاعد مجلس الشيوخ الـ100، معظمها من المقاعد التي يسيطر عليها الديموقراطيون، مما يجعل حسم الأغلبية لهم في مجلس الشيوخ في الانتخابات المقبلة أمرا صعبا.
مشاركة :