أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا امس الثلاثاء، التوصل الى هدنة جديدة بين الفصائل المتحاربة تشمل إعادة فتح المطار، وذلك في ختام اجتماع ضم المبعوث الاممي وممثلين عن الفصائل المتناحرة وفي غياب المجلس الرئاسي. وجاء الاعلان اثر تصاعد الاشتباكات على محور طريق المطار، بين قوات «لواء الصمود» ا المتحالف مع «اللواء السابع» من جهة، والقوات المسماة «الأمن المركزي فرع أبوسليم» مدعومة من «قوة الردع الخاصة»، وسط تضارب المعلومات والتصريحات، من قبل كلا الطرفين، التي لم يتسنَ تأكيدها من جهات محايدة.وقال الناطق باسم ما يسمى «اللواء السابع»، سعد الهمالي، إن قواته تتقدم على محور طريق المطار، وتمكنت من السيطرة على منطقة الإشارة الضوئية على مشارف حي أبوسليم، المقر الرئيسي لقوات الككلي. وكان الناطق باسم «الأمن المركزي فرع أبو سليم»، مهند معمر، أفاد بأن قوات مشتركة من «الأمن المركزي أبو سليم» و«قوة الردع الخاصة» و«النواصي» تحاصر قوات «لواء الصمود» المتحالفة مع ما يسمى «اللواء السابع» في طريق المطار من أربعة محاور.وأسفرت الاشتباكات العنيفة التي تشهدها الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس منذ أكثر من أسبوع، عن عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن الخسائر والأضرار الفادحة التي طالت الممتلكات. كما تسببت بنزوح الآلاف من السكان وفق ما أعلنت حكومة الوفاق الوطني، في الوقت الذي تستعد فيه الأمم المتحدة لاستضافة محادثات ترمي للتوصل إلى وقف العنف. وقالت وزارة شؤون النازحين إن 1825 عائلة أجبرت على النزوح إلى بلدات مجاورة أو البحث عن مناطق آمنة داخل العاصمة.وقالت الوزارة: إن كثيرين غيرهم لا يزالون عالقين داخل منازلهم، والبعض الآخر يرفضون المغادرة خشية تعرض ممتلكاتهم للنهب. وأشارت إلى أن هذه العائلات بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية، مضيفة أن فرق الإغاثة التي حاولت تقديم المساعدة لهم تعرضت لاعتداء من مسلحين غير معروفين قاموا بسرقة سيارة الإسعاف. وقالت السلطات الليبية إن حصيلة قتلى المواجهة بين الجماعات المتناحرة ارتفعت إلى 50 على الأقل، إضافة إلى 138 مصابا. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها وثقت 25 إصابة في صفوف المدنيين، بينها 22 حالة وفاة و3 إصابات بجروح، أثناء سير الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا، في الفترة من 1 إلى 31 أغسطس/آب الماضي.وأكدت السفارة الأمريكية عدم تأثر مباني مجمعها في العاصمة طرابلس بحريق اندلع في خزانات للوقود بطريق المطار بالمدينة.وقالت السفارة، في تغريدة بحسابها على «تويتر»: إن «المجمع السابق للسفارة في العاصمة لم يتأثر بالحريق الذي أصاب خزاناً للوقود في منطقة محيطة».من جانبها، نفت حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دولياً، وقوع أي هجوم على مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة في طرابلس، وهو المقر الرئيسي للمجلس الرئاسي. وأفاد سكان محليون بحجب موقع فيسبوك في طرابلس وعدة مدن ليبية، بينما يتواصل القتال المستعر بين الميليشيات والجماعات المتناحرة. على صعيد متصل حمّلت وزيرة الدفاع الإيطالية اليزابيتا ترينتا، فرنسا المسؤولية عن الأزمة الليبية الراهنة، مستبعدةً من جهة ثانية أيّ تدخّل عسكري لبلادها في المستعمرة الإيطالية السابقة.وقالت الوزيرة عبر «فيسبوك»: «حتماً لا يمكن إنكار أن هذا البلد (ليبيا) هو حالياً في هذا الوضع لأن أحدهم في 2011 قدّم مصالحه على مصالح الليبيين وأوروبا نفسها»، معتبرة أنّ «رئيس (الجمعية الوطنية الإيطالية روبيرتو فيكو) على حق، ففرنسا من هذه الناحية تقع عليها مسؤولية». وكان فيكو قال إن الوضع في ليبيا «مشكلة خطيرة تركتها لنا فرنسا بلا أدنى شك». (وكالات)
مشاركة :