هجمات أسبوعية على مواقع المؤسسات الحكومية.. وآثارها محدودة أكد وزير شؤون الكهرباء والماء د. عبدالحسين ميرزا ان المبادرات الـ22 التي تعمل عليها مملكة البحرين ضمن تفعيل الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة التي اعتمدها مجلس الوزراء بزيادة كفاءة الطاقة بنسبة 6% بحلول عام 2025 يأتي في مقدمتها التعاون مع وزارة المالية لأن تكون كل المشتريات الحكومية في المستقبل (خضراء) اي صديقة للبيئة وموفرة للتكاليف، ومبادرة التكييف المركزي، حيث يتم وضع تكييف في مكان واحد وتمتد منه انابيب لتغذي مجموعة من البنايات وهو بديل لوجود تكييف في كل بناية وهذا من شأنه توفير تكاليف كبيرة على المؤسسات، وهناك مبادرة كود المباني الخضراء الخاصة بالتزام المباني التي يتم بناؤها مستقبلا بالمواصفات الموجودة بالكود، وذلك بالنسبة للتكييف والانارة LED والسولار والعازل الحراري وغيرها، هذا بالإضافة الى مبادرة تركيب العدادات الذكية. وخلال كلمته التي ألقاها خلال افتتاح فعاليات مؤتمر (سمارتسك للأمن السيبراني وبلوك تشين)، لفت الوزير ميرزا إلى حرص الحكومة على اعطاء الاهمية لأمن المعلومات حيث يتجلى ذلك واضحاً من خلال اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات التي يترأسها الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وذلك لأن أمن المعلومات جزء أساسي من حياتنا إذ ان معظم حياتنا اليومية ينطوي على استخدام التكنولوجيا بطريقة أو بأخرى، وعلى سبيل المثال تلك الهجمات الإلكترونية العالمية التي أثرت على أكثر من 60 دولة بما في ذلك البحرين في العام الماضي، والتحذير الأخير من مصرف البحرين المركزي للبنوك والمؤسسات المالية من الهجمات المنسقة التي تم التخطيط لها على أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء العالم. وقال الوزير إن «مسألة أمن المعلومات مهمة للغاية في عصر ندير فيه المزيد من حياتنا بشكل رقمي، فعلينا أن نضمن أن إمدادات الكهرباء التي تجعل كل هذه التكنولوجيا الرقمية تعمل بشكل آمن محصنة ضد الهجمات الالكترونية». وتابع الوزير كلمته قائلاً: في الوقت الحاضر فإن القلق من اختراق نظام الأمن المعلوماتي ليس قصراً على الشركات فحسب، وإنما أيضاً يمتد ليصل الى نظام الأمان الخاص بك كفرد وما تضعه على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انه مع نمو أنظمة تقنية المعلومات تنشأ مخاطر إلكترونية جديدة وتتزايد أعداد الأطراف الفاعلة في مجال التهديد، وتتطور وسائلها وأساليبها ودوافعها. من جانبه، كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد القائد أن الهجمات الالكترونية تحدث بشكل أسبوعي على أن جميع مواقع المؤسسات الحكومية المختلفة في الدولة، وعددها 40 مؤسسة، تمر عبر بوابة الحكومة الإلكترونية. وأضاف القائد خلال تصريحه للصحفيين أن الاختراقات خلال السنتين الماضيتين مستمرة وأنه لا يمر أسبوع من دون محاولات للاختراق، ولكن بفضل الله والجهود المتبادلة مع قسم الجرائم الاقتصادية بوزارة الداخلية، كانت آثارها محدودة، من دون التأثير على الخدمات المقدمة على البوابة الالكترونية. ولفت القائد الى أن التنسيق مستمر مع الجهات المختلفة للتصدي لمثل هذه الأعمال، ومتابعة تلك الاختراقات ومصدرها وكيفية التصدي لها، وتقليل آثارها، مؤكداً أن محاور المؤتمر ترتكز بشكل أساسي على الأمن السيبراني والبلوك تشين. وأشار إلى أن مستقبل الدول واقتصادها وأمنها مرتبطة بحماية تلك الأنظمة الإلكترونية نظراً للتحول الكبير في الخدمات والاقتصاد المعرفي والانتقال الى التكنولوجيا الحديثة، فأي خرق أمني يعرض الدولة لشلل وتوقيف عمليات رئيسية. ونسعى بدورنا الى الاجابة عن بعض التساؤلات التي تطرح حول حماية الانظمة ورفع الحالة الامنية الموجودة. وعلى صعيد متصل، صرح رئيس جمعية (بتك) عبيدلي العبيدلي بأن مؤتمر سمارتسك يأتي في إطار دعم جهود التحول الرقمي في مملكة البحرين، وتشجيع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على حد سواء على استخدام التقنيات الحديثة، مثل الحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة وانترنت الأشياء، جنبا إلى جنب مع تلافي الأخطار الناشئة عن استخدام تلك التقنيات. وأضاف العبيدلي: قبل فترة تم استجواب رئيس (فيس بوك) في الكونغرس الأمريكي، وبالتالي هذا يدل على أن الأمن السيبراني قضية مهمة جداً تمس جميع المواطنين، ونحن في الجمعية وجدنا من الضروري أن نقيم هذا المؤتمر حتى نهيئ جميع المؤسسات البحرينية والمواطنين لمواجهة مثل هذه التكنولوجيا. كما ألقى نائب رئيس قسم امن المعلومات لشركة هواوي، ميكا لوده، كلمة تحدث فيها عن أهمية الأمن السيبراني وتأثيره على المؤسسات، لافتا إلى أهمية البلوكتشين في حماية المعلومات والحفاظ على الخصوصية داخل تلك المؤسسات. وافتتح وزير شؤون الكهرباء والماء، د. عبدالحسين بن علي ميرزا صباح أمس مؤتمر سمارتسك لأمن المعلومات وبلوك تشين الذي تنظمه جمعية البحرين لشركات التقنية (بِتك) بالتعاون مع صندوق العمل (تمكين) وشراكة استراتيجية مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وبحضور عدد كبير من رؤساء الشركات والمنظمات المتخصصة في امن المعلومات والبلوك تشين ومشاركة أكثر من 250 مشاركاً من البحرين وخارجها. ويهدف هذا المؤتمر والمعرض إلى رفع مستوى الوعي بأمن المعلومات والمخاطر الإلكترونية لدى الكيانات الحكومية والخاصة على حد سواء، كما يرمي إلى مواكبة أحدث معطيات أمن المعلومات والحفاظ على ريادة مملكة البحرين في هذا المجال، ويدعم جهود التحول الرقمي في البحرين. ويطرح مؤتمر سمارتسك أيضا تقنية بلوك تشين كسجل يحفظ جميع التغيرات في المعلومات المخزنة في مراكز البيانات، ويوفر الحماية الرقمية عند نقل البيانات والمعلومات من منظومة رقمية إلى أخرى، في قطاعات البنوك والتعاملات المالية خاصة، إضافة إلى قطاعات أخرى مثل الصحة والسياحة وغيرهما. ويأتي هذا المؤتمر في وقت باتت فيه تقنيات البلوك تشين من أكثر البرمجيات التي ستضاعف حجم أعمال قطاع الأمن الرقمي، وتسهم بشكل مباشر في بناء اقتصاد المعرفة، وتشجيع المزيد من المؤسسات الحكومية والخاصة على استثمار هذه التقنية الحديثة من أجل زيادة الإنتاجية والتنافسية جنبا إلى جنب مع تقليل الأخطار الناجمة عن فقدان البيانات أو قرصنتها. ويستقطب مؤتمر سمارتسك الذي يقام على مدى يومين متحدثين من البحرين وخارجها من خبراء أمن المعلومات والبلوك تشين، الذين يسلطون الضوء من خلال النقاشات وورش العمل على المستجدات الحديثة العلمية في هذا المجال، والممارسات الأمنية الصحيحة، والاستخدام الأمثل لأنظمة المعلومات، إضافة إلى تسليط الضوء على عددٍ من التجارب والحوادث التي تعرَّضت لها الجهات الرسمية وغيرها في مجال الاختراق الأمني. وتضم قائمة المهتمين بحضور هذا التجمع التقني الأول من نوعه في مملكة البحرين جميع الجهات الحكومية من وزارات وهيئات ومؤسسات، إضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص مثل البنوك والشركات والمؤسسات التعليمية والصحية، وغيرها من الجهات الساعية لاستثمار التحول الرقمي في تعزيز أدائها وزيادة تنافسيتها.
مشاركة :