تتزامن زيارة العمل التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم إلى برلين، مع احتفال البلدين هذا العام بمرور 45 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، و60 عاماً من العلاقات التجارية. وتكتسب زيارة سموه، على رأس وفد رسمي يضم عدداً من رجال الأعمال القطريين، أهمية بالغة بالنظر إلى أجندة الزيارة التي تتضمن لقاءات مع الرئيس الدكتور فرانك وولتر شتاينماير، والمستشارة الدكتورة أنجيلا ميركل، وعدد من كبار المسؤولين، ستتناول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن يفتتح صاحب السمو والمستشارة ميركل منتدى قطر وألمانيا للأعمال والاستثمار، الذي يُعقد بالعاصمة الألمانية برلين في نسخته التاسعة بعد غد الجمعة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا). وسوف تمثّل هذه الزيارة نقلة نوعية في مسيرة الشراكة المتميزة بين البلدين. ثالث زيارة خلال عام وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قام بزيارة رسمية إلى ألمانيا قبل عام، في 15 سبتمبر 2017، ضمن أولى محطاته الخارجية التي تلت بداية الحصار المفروض على قطر منذ 5 يونيو 2017، قادته أيضاً إلى فرنسا وتركيا، بوصفها الدول التي أبدت مواقف معلنة وسبّاقة في رفض الحصار المفروض على قطر. كما زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ألمانيا في فبراير الماضي، حيث ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن. كما زار عدد من المسؤولين الألمان قطر، بينهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الذي زار الدوحة مرتين. وترتبط قطر وألمانيا بعلاقات تعاون تزيد على 60 عاماً من العلاقات التجارية و45 عاماً من العلاقات الدبلوماسية، حتى أصبحت قطر شريكاً مهماً لا يُستهان به لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. برلين حليف قوي رفض إجراءات «الحصار» تعدّ ألمانيا من أولى الدول التي أعلنت رفضها القوي للحصار المفروض على قطر، معتبرة على لسان وزير خارجيتها الأسبق زيجمار جابرييل أن المطالب الثلاثة عشر التي طرحتها دول الحصار على قطر «استفزازية»، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية: إن الدوحة شريك استراتيجي لبلاده في مجال مكافحة الإرهاب، مشدداً في الوقت نفسه على أن «قطع العلاقات وفرض الحصار أمور مرفوضة وغير مقبولة». وسبق أن زار زيجمار جابرييل، وزير الخارجية الألماني، الدوحة بعد الأزمة الخليجية، معلناً رفض بلاده الحصار المفروض على دولة قطر. كما قالت وزارة الخارجية الألمانية، في وقت سابق إن مقاطعة دولة قطر من قِبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر تهدّد التنمية في الشرق الأوسط، مشددة على أن حل الأزمة يصب في مصلحة ألمانيا. وأضافت الخارجية الألمانية في فيديو قصير بعنوان «موقف ألمانيا من أزمة قطر»، نشره المركز الألماني للإعلام التابع للوزارة، أنه «قد حان الوقت للوحدة وليس للفوضى. نحن بحاجة إلى منطقة خليجية موحدة لتحقيق إمكاناتنا المشتركة. منذ بداية الأزمة، شاركت الدبلوماسية الألمانية بنشاط وستواصل العمل على إيجاد حل دبلوماسي للصراع». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال الزيارة الأولى لصاحب السمو إلى برلين إنها تسعى إلى التوصل إلى حل للأزمة الخليجية في أقرب وقت ممكن. كما سبق أن أعربت عن قلقها بشأن الوضع في قطر، وأضافت أنه يتعين على كل دول الخليج العمل معاً لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي. 30 مليار يورو استثمارات قطرية في ألمانيا تعد ألمانيا الشريك التجاري الثاني عشر لدولة قطر بنسبة تتجاوز الـ 2.4% من إجمالي حركة التبادل التجاري مع مختلف دول العالم، في ظل استثمارات قطرية ضخمة في ألمانيا، تصل إلى 30 مليار يورو. وبلغ حجم التبادل التجاري نحو 3 مليارات يورو عام 2016. كما يوجد 129 شركة ألمانية تعمل في قطر، وأخرى تقوم بمساهمات مهمة في مشروع المترو وبناء الأنفاق، حيث توفر ألمانيا تكنولوجيا تدعم توجّه قطر للاستعانة بالطاقة الشمسيّة. وبلغ عدد الشركات العاملة في دولة قطر بملكية ألمانية بنسبة 100% حوالي 27 شركة، وبإجمالي رأس مال تجاوز 1.3 مليار ريال، علاوة على 112 شركة أقيمت بالشراكة مع الجانب القطري، بإجمالي رأس مال بلغ 1.1 مليار ريال. وفي عام 2014 زادت أسهم قطر في «دويتشه بنك» الذي يحقق نجاحاً كبيراً. وقد لقي هذا النجاح ترحيباً كبيراً في ألمانيا. وفي 2016 ارتفعت نسبة الأسهم التي تملكها قطر لتصل إلى 8 %، علماً أن القيمة الحالية لهذه الحصة من الأسهم تبلغ 1.3 مليار يورو. وفي قطاع تصنيع السيارات، تعد قطر شريكاً مهماً في شركتي «فولكس فاجن» و»بورش» الألمانيتين، فقد عمدت هيئة الاستثمار القطرية إلى مساعدة شركة «فولكس فاجن»، عبر ضخ استثمارات مهمة. في الوقت نفسه، تملك هذه الهيئة أسهماً في شركة «بورش». وتملك هيئة قطر للاستثمار أسهماً في شركة «فولكس فاجن» الألمانية لتصنيع السيارات تعادل نسبة 17 %، أما بالنسبة للبنك الألماني «دويتشه بنك»، فتحظى قطر بنسبة 8 % من أسهمه، وذلك من خلال شركتين للاستثمار. حراك ثقافي لافت في الشأن الثقافي، افتتحت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني -نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ورئيس مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية- معرض «حكايات عربية ألمانية.. ثقافة عابرة للحدود»، احتفاءً بالافتتاح الرسمي لمكتبة قطر الوطنية. وألقى المعرض الضوء على تاريخ الحكايات والقصص الشعبية والتراثية العربية والألمانية، والتأثير المتبادل بينهما؛ بهدف إظهار قيمة الأساليب القصصية العابرة لحدود الثقافات، باعتبارها تراثاً ثقافياً مشتركاً. كما أبرز المعرض أبعاد التفاعل الثقافي، وتبادل التأثير والتأثر بين العالم العربي وألمانيا، في مجال السرد القصصي منذ العصور الوسطى حتى وقتنا الحاضر. كما حقّق العام الثقافي (قطر- ألمانيا) نجاحاً كبيراً، بتوافد آلاف الزوّار من القطريين والجاليات المقيمة في قطر على معرض الرواق للسيارات وصناعتها وتاريخها. إلى جانب معرض مطافي الضخم. كما دشّن المركز الثقافي العربي «الديوان» الذي افتتحته قطر في برلين، بحضور ممثلي البلدين.;
مشاركة :