تشير إحصاءات الحج لهذا العام 1439هـ إلى أن موسم الحج ناجح بكل المقاييس، حيث أظهرت الإحصاءات أن إجمالي عدد الحجاج قد بلغ أكثر من 2.3 مليون حاج تقريبا، وقد وفرت المملكة كل التجهيزات لاستقبال ضيوف الرحمن، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة، فقد هيأت مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ليستوعب أكثر من 3,800 حاج في الساعة للقدوم و3,500 حاج في المغادرة، فنرى أن مطاري جدة والمدينة المنورة بالتعاون مع الجهات الأمنية وباقي القطاعات الخدمية قلصا وقت إنهاء إجراءات الرحلات للحجاج بحيث لا تتجاوز 25 دقيقة، كما هيأت المملكة حافلات حديثة لنقل الحجاج بين مدن الحج لضمان راحتهم، وحرصت على جاهزية مشاريع التطوير والصيانة والتوسعة للطرق والمرافق، وتطويع وسائل النقل الذكي لتعزيز سلامة وسلاسة تنقلاتهم، ولا سيما في المشاعر المقدسة. يعود نجاح موسم حج هذا العام 1439هـ إلى التميز في تنفيذ الخطط الأمنية والمرورية وغيرها من الخدمات، مما كان له كبير الأثر على توفير سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار للمشاعر المقدسة، وأن ما تحقق من نجاح في موسم حج هذا العام أتى بفضل من المولى عز وجل، ثم ما توليه المملكة، والقيادة الرشيدة - أيدها الله - من اهتمام كبير وتوجيهات كريمة لتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية التي أثمرت في تمكين جميع الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وخشوع،فلا توجد دولة في العالم تدير وتنظم الحشود والتجمعات البشرية كما تفعل المملكة في موسم الحج، وبهذا المستوى، وبشكل سنوي، فلقد أثبت حج هذا العام ما لا حاجة لإثباته من حرص دائم للمملكة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن بشكل يدعو للفخر والاعتزاز، وهو شرف عظيم، شرف الله به هذه البلاد وقادتها وأبناءها بالقيام بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج وزوار بيت الله الحرام. في الختام، يجب أن نقدم أسمى أنواع الشكر والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، ووزير النقل الدكتور نبيل العامودي، وكذلك جميع القطاعات الأمنية والإدارات الحكومية المعنية بنجاح أعمال موسم الحج 1439 هـ الذي تسعد به المملكة، وسعت بكل مقدراتها وإمكاناتها لمساعدة ضيوف الرحمن على أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام بيسر وسهولة وسكينة ووقار.