صدر حديثا الجزء الثالث من كتاب "العقل" ليتضمن "قراءة في إشكالية العقل عبر المدارس الفلسفية" عن مؤسسة "المثقف" في سيدني استراليا، ودار العارف، بيروت. ويناقش الكتاب موضوعات العقل التي تشغل الفكر الفلسفي المعاصر، وقد تواصلت هذه الموضوعات مع كل فروع العلم والمعرفة؛ سواء كانت طبيعية او إنسانية؛ بل تداخلت بعمق وعنفوان مع عالم الأدب والفن والوجدان، فلم يعد العقل هو اداة الإدراك والتحليل والتركيب وحسب، بل تعدى هذه المرحلة الوظيفية التقليدية؛ بل اصبح قضية مركبة. فهذه الاداة سواء كانت طاقة روحية مجردة ًاو كتلة دماغية او كلا الامرين على نحو من الأنحاء من التواصل والتفاعل.. سواء كان هذا أو ذاك على علاقة وطيدة بالخلفيات الثقافية والواقع الاجتماعي الراهن للإنسان، أي إنسان.ويتناول أيضا من خلال هذه الأجزاء مسيرة العقل عبر مختلف المدارس الفلسفية بصرف النظر عن تسلسلها التاريخي؛ واذا كان الجزء الاول والثاني تعرض الى الموضوع على صعيد التعريف وبعض القضايا الاخرى؛ فإن الجزء الثالث يحاول أن يجلي الموضوع من وجهة نظر لاهوتية، وفِي سياق الظرف التاريخي في وقته؛ ولهذا كان للتصوف وعلم الكلام الاسلامي حضور متميز في هذا الجزء؛ بيد أنه لم يكن عرضا سكونيا تقليديا بل اضافة الى ذلك نقديا، ينطلق في النقد من أهمية التاريخ في صياغة الفكر وخاصة الفلسفي منه.