البصرة تختبر بغداد.. وحكومتها المقبلة

  • 9/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ليلة دامية، تجددت الاحتجاجات أمس، في محافظة البصرة جنوبي العراق، حيث تجمّع العشرات من أبناء ناحية الهارثة أمام مشروع ماء البصرة الكبير، احتجاجاً على عدم إكماله من قبل وزارة الإعمار والإسكان، وطالبوا بتوفير مياه عذبة وخدمات، مهددين بتنظيم اعتصام مفتوح في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم. كما خرج تجمّع مماثل في مركز قضاء الزبير. وقال هاني، وهو أحد المتظاهرين، إن «مئات المتظاهرين تجمعوا وسط مدينة الزبير للتنديد بسياسات الحكومة الاقتصادية، المتظاهرون يطالبون بوقف استخدام الرصاص ضد الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل»، محذرا من أن «الناس قد يلجأون في النهاية للدفاع عن أنفسهم». وأول من أمس، قتل 7 أشخاص وجرح 68، إثر احتجاجات في المحافظة، تطورت إلى مواجهات مع الشرطة خلال اقتحام المتظاهرين مبنى مقر المحافظة، وإضرامهم النار فيه، ما دعا إلى فرض حظر للتجول، وانتشار القوات الأمنية بكثافة، بينما أعلنت وزارة الداخلية تشكيل لجنة تحقيق حول إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وتشهد البصرة تظاهرات غاضبة، في إطار سلسلة احتجاجات مستمرة منذ 9 يوليو الماضي، تركزت في محافظات وسط وجنوبي البلاد، تطالب بإنهاء الفساد وتوفير الخدمات الأساسية والوظائف. والبصرة ثاني أكبر مدن العراق، كما أنها معقل لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وبدا أن الصدر يؤيد المحتجين، مدينا الأساليب التي استخدمها بعض أفراد قوات الأمن ضد «المتظاهرين العزل الذين لا يريدون إلا لقمة العيش بكرامة». أزمة سياسية وتأتي هذه التطورات وسط أزمة سياسية في البلاد، حيث تسود خلافات واسعة بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي، في شأن الكتلة البرلمانية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. وتسببت الخلافات في إرجاء الجلسة الأولى للبرلمان إلى منتصف الشهر الجاري، المخصصة لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبَيه، وهي أولى خطوات متعاقبة تنتهي في المحصلة بتشكيل الحكومة. والبصرة بثقلها السكاني يمكن اعتبارها أكثر المحافظات تأثيرا في تعيين مصير اي انتخابات رئاسية كانت او برلمانية. وعدم استطاعة البرلمان الجديد حسم قضية تحديد «الكتلة النيابية الكبرى» له آثار سيئة قد تزيد وتيرة الاحتجاجات في المحافظة. بدوره، قال قائد عمليات البصرة جميل الشمري إن «قيادة عمليات البصرة والدولة تقف مع المتظاهرين، وانا شخصيا ادعم التظاهرات بشكل غير محدود»، مبينا ان «صيغة تظاهرات الامس (أول من أمس) اختلفت حيث كانت غير سلمية»، مردفا: «فوجئنا بقيام مجموعة منهم برمي الرمانات اليدوية وحرق العجلات العسكرية ومبنى المحافظة والاعتداء على المواطنين». وتابع انه «بعد ذلك تطورت الامور الى القيام باغتيالات بواسطة عجلة بيضاء، الامر الذي دفعنا الى فرض حظر للتجول»، محذرا «من قيام بعض المجموعات باستخدام عصاباتها لغرض اغتيال المواطنين وإشعال الفتنة داخل البصرة». زيارة العبادي من ناحيته، يعتزم ئيس الوزراء حيدر العبادي زيارة البصرة قريبا، برفقة وزراء وعقد اجتماع مع الحكومة المحلية. وقال النائب عن البصرة، فالح الخزعلي إن العبادي وافق من حيث المبدأ على الحضور للبصرة بعد تقديم نواب المحافظة خلال اجتماعهم معه، الثلاثاء، طلباً بذلك، من دون ان يحدد موعدا معينا لمجيئه. وأضاف ان «من ضمن المطالبات التي قدمها نواب البصرة للعبادي إقالة القيادات الأمنية ومحاسبة المقصرين والضالعين بقتل عدد من المتظاهرين وإرسال لجنة تحقيق للوقوف على ما يجري في المحافظة». وكان العبادي صرح أن قوات الأمن لديها أوامر بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وأن السلطات تحقق في مقتل متظاهر.‎ وصدر التصريح عند سقوط قتيل واحد، ولم تكن الاحتجاجات قد تطورت بعد. إلى ذلك، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش «السلطات الى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة». كما قال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الانسان في البصرة مهدي التميمي إن تلك الاحتجاجات خلّفت «ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحا من المتظاهرين»، متهما قوات الأمن «بفتح النار مباشرة على المتظاهرين». (رويترز، أ ف ب، الأناضول، السومرية. نيوز) ممثل السيستاني: اسقوا البصرة دعا ممثل المرجع الديني علي السيستاني المعنيين في الحكومتين المركزية والمحلية الى ضرورة ايجاد حلول ناجعة وسريعة لحل مشكلة شح مياه الشرب وتلوثها في محافظة البصرة. وقال ممثل المرجعية عبدالمهدي الكربلائي: «اننا في الوقت، الذي نستذكر فيه عطش الامام الحسين عليه السلام وعائلته بحلول موسم الأحزان شهر محرم الحرام، ندعو إلى ضرورة توفير المياه الصالحة للشرب لأهالي البصرة». قيادي في «الحكمة»: المالكي وعبدالصمد أهدرا الملايين في مشروع تحلية الفاو اتهم القيادي في تيار الحكمة الوطني علي الجوراني محافظ البصرة السابق خلف عبدالصمد ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالوقوف وراء إيقاف مشاريع تحلية المياه الاستراتيجية في البصرة. وقال الجوراني إنهما «يقفان وراء توقف مشروع تحلية مياه الفاو الذي كلف خزينة الدولة 89 مليون دولار»، مبيّناً أن «ذلك جاء نتيجة تواطؤ كل منهما مع الشركة المنفذة التي كانت تتسلم السلف التشغيلية من عبدالصمد من دون ان تقدم نسب انجاز في العمل». وطالب الجوراني هيئة النزاهة بـ«تحريك ملفات الفساد السبعة التي ادين بها خلف عبدالصمد وفي مقدمتها مشروع تحلية مياه الفاو»، معتبرا ان «ما يجري في البصرة سببه ايقاف هذا المشروع». (السومرية. نيوز) «سائرون»: لإقالة قائد عمليات المحافظة دعا تحالف سائرون إلى إجراء تحقيقات عاجلة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة البصرة، كما طالب الأجهزة الأمنية بعدم استخدام القوة ضد متظاهرين «يطالبون بحقوق مشروعة». ودعا التحالف إلى «إقالة قائد عمليات البصرة ومحاكمة من أعطى أوامر إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل». «الإصلاح والإعمار»: لتشكيل خلية أزمة أعلن تحالف الإصلاح والإعمار رفضه استخدام أي شكل من أشكال العنف مع المتظاهرين في البصرة، داعياً الى تشكيل خلية أزمة لإيجاد حلول واقعية في المحافظة. وشدد التحالف على «حماية حق المواطنين في التظاهر، ومشروعية اتباع الطرق السلمية في ممارسة هذا الحق الدستوري والمطالبة بالحقوق». «البناء»: لإيفاد وزراء ومتابعة الأوضاع دعا تحالف البناء الحكومة المركزية إلى إيفاد الوزراء المعنيين الى البصرة، من أجل الوقوف على مجريات الأمور الميدانية، مطالباً القوات الامنية في المحافظة بضبط النفس، وعدم الاشتباك مع المتظاهرين. ودعا التحالف وزارة المالية إلى «المبادرة لإطلاق التخصيصات المالية للمحافظة، والتعجيل بتنفيذ ما في عهدتها من استحقاقات مالية». بارزاني: مستعدون لمساعدة البصرة وجه رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، رسالة الى أهالي البصرة، قال فيها: «نؤكد دعمنا لأهالي البصرة، ومستعدون لإيصال المساعدات الإنسانية»، معربا عن استغرابه ان «أغنى مدن العراق تشكو قلة المياه والخدمات». وذكر ان «مطالب أهالي البصرة بسيطة وليست تعجيزية»، داعياً الحكومة العراقية الى «تنفيذ مطالب أهل البصرة واحترام حقوقهم».

مشاركة :