أعلنت رئاسة محكمة استئناف البصرة الاتحادية في العراق أمس، الأربعاء، تولي محكمة تحقيق قضاء العشار التحقيق في جرائم قتل المتظاهرين في المدينة والاعتداء على الأجهزة الأمنية في إطار المظاهرات التي تشهدها محافظة البصرة، 550 كم جنوبي بغداد. وقال القاضي عبدالستار بيرقدار المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى عن رئاسة استئناف البصرة: «تتولى محكمة تحقيق العشار الأولى التحقيق في جرائم قتل المتظاهرين وإصابة الجرحى منهم، وكذلك الاعتداء على الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة والمواطنين». وأضاف أن «قضاة التحقيق سيتخذون الإجراءات القانونية بحق الفاعلين ومن أسهم فيها أو دفع بأي وسيلة شخصا على تنفيذ الفعل المكوّن للجريمة تطبيقا للقانون وتحقيقا للعدالة». وأكد بيراقدر «حرص القضاء على أهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم والممتلكات العامة». وبحسب مصادر طبية وشهود عيان، فإن 6 اشخاص قتلوا وأصيب 68 بينهم أكثر من 20 من عناصر القوات الأمنية. من جانبه، دعا ممثل الأمم المتحدة في العراق الأربعاء إلى «تهدئة» الأوضاع في البصرة بجنوب العراق، غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله ستة أشخاص، بينما تؤكد السلطات اتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة الصحية الحادة التي تضرب هذه المحافظة الغنية بالنفط. واحتشد الآلاف مساء الثلاثاء حول مقر المحافظة، وسط مدينة البصرة، وقام بعضهم برشق المبنى بقنابل حارقة ومفرقعات، وردت الشرطة بقنابل مسيلة للدموع وإطلاق نار، وفقا لمراسلي وكالة «فرانس برس». صباح أمس الأربعاء، بدت شوارع مدينة البصرة إحدى أكثر مدن العراق كثافة سكانية، وحيث انطلقت احتجاجات مطلع يوليو للمطالبة بتحسين الخدمات العامة والبنى التحتية ومعالجة البطالة، خالية من المارة، وأغلقت أبواب عدد كبير من المحال التجارية، وانتشرت في شوارعها إطارات سيارات محترقة. وبدت آثار حرائق على مبنى محافظة البصرة الموقع الرئيس للتظاهرات؛ نتيجة إلقاء قنابل حارقة ومفرقعات ألقاها متظاهرون واصلوا احتجاجاتهم حتى ساعة متأخرة من الليل. من جانبه، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الأربعاء «السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة». وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل الإعلان عن مقتل ستة متظاهرين، الثلاثاء أمرا «بعدم إطلاق أي ذخيرة حية سواء باتجاه المتظاهرين أو في الجو». بدوره، شجب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية الذي يسعى مع العبادي إلى تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد، في تغريدة على موقع «تويتر» أعمال العنف، متهما «بعض المدسوسين في القوات الأمنية» بالتعدي على المتظاهرين. وذكر مراسل (فرانس برس) أن متظاهرين قاموا خلال الليلة الماضية بحرق إطارات لقطع شوارع في مناطق متفرقة من المحافظة التي تعاني أزمة صحية متفاقمة بسبب تلوث المياه أدت إلى وقوع أكثر من 20 ألف حالة تسمم. وعقد العبادي لقاء مع عدد من أعضاء مجلس محافظة البصرة في بغداد، مؤكدا اتخاذ التدابير لمعالجة تلوث المياه في البصرة، دون الكشف عن تفاصيل أكثر. وأعلنت الحكومة في يوليو عن خطة طوارئ وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق التي تعاني نقصا حادا في الخدمات والبنى التحتية رغم عدم وقوع معارك ضد (داعش) فيها. لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها، ما يدفع إلى تواصل الاحتجاجات، خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.
مشاركة :