الأنصاري لـ الوطن : السعوديون تنقصهم الثقافة الأمنية

  • 12/28/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فيما ينتظر رجال الأعمال السعوديون مطلع السنة الميلادية المقبلة الندوات المخصصة عن الأمن الشخصي خارج البلاد وحمايتهم من الابتزاز، والتي يقدمها مستشاران أمنيان في الـFBI ووزارة الخارجية الأميركية أكد الخبير الأمني الدكتور أحمد الأنصاري أن السعوديين، مستثمرين وسياحا، تنقصهم الثقافة الأمنية. وقال الأنصاري الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمكتب متخصص في الاستشارات الأمنية: "يمكنني القول إن الوعي الأمني للمواطن السعودي يختلف باختلاف ثقافته ومستوى تعليمه، فالمثقف ذو التعليم المرتفع من الصعب وقوعه في مواقف أمنية تهدد حياته أو عمله أو نشاطه التجاري، وهذا ينساق على المستثمرين ورجال الأعمال، ودعني أستثني رجال أو نساء المال من هذا التصنيف، حيث تجد أن مستوى ثقافتهم يختلف كأي شريحة من المجتمع إلا أنه يجمعهم عامل مشترك وهو السهولة التي حصلوا بها على ثرواتهم كتركة تمت وراثتها أو تعويض عن عقار أو وسائل أخرى مشروعة أو غير مشروعة، لذلك تجد كثيرين منهم يتصفون بالتبذير وعدم الحفاظ على ممتلكاتهم، الأمر الذي يوقعهم بسهولة في المشكلات". وأكد الأنصاري أن معظم من يتعرضون لعمليات النصب والاحتيال ممن يصنفون أنفسهم من رجال الأعمال لا يمتلكون أي نوع من الخبرات التي تؤهلهم لدخول عالم التجارة، مضيفاً "لا أخفيكم أن المأساة تبدأ من هنا، فهكذا أشخاص سيتعرضون بدون أدنى شك لمختلف أوجه النصب والاحتيال والسرقة، وقد يعرض أحدهم حياته للخطر أيضاً كونه غير مؤهل لمواجهة المشكلات إضافة إلى عدم إلمامه بثقافة البلد الذي يزوره أو لغة التحدث". وشدد الأنصاري على أهمية الدور التثقيفي لسيدات ورجال الأعمال السعوديين، مبيناً أن هذا يعد حلا لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد غير المثقفين أمنياً، إذ يأتي دور التثقيف بجميع أشكاله، ومنه التثقيف الأمني الذي لا يقتصر على المجال التجاري بل حتى في مختلف المجالات كالسياحة والسفر للعلاج أو حتى السفر للدراسة، وهو ما يجب أن يحصل عليه المبتعثون أيضا، كوننا سمعنا أخيراً عن جرائم اغتيال أو اختطاف أو ابتزاز لعدد من أبنائنا الدارسين في الخارج. وعن المسببات الرئيسية التي تجعل المواطن السعودي خارج المملكة عرضة للابتزاز بين الأنصاري أنه من أسباب وقوع المواطنين في مثل هذه المواقف السيئة هو التصرفات الفردية التي يمكن وصفها بغير المسؤولة، وقد يكون لطبيعة البيئة التي نعيش فيها والتي يمكن القول إن الثقة تشكل نسبة كبيرة في تعاملاتنا اليومية بجميع أشكالها ويندرج تحتها التعاملات التجارية، إضافة إلى حالة الأمن التي تعيشها هذه البلاد والتي نشكر المولى عز وجل عليها والتي لا تجد مثيلا لها في أي دولة من دول العالم، وهذه العوامل لا يمكن أن تأخذها معك في السفر، لذلك من المؤسف أن كثيرا من المواطنين يتعاملون في السفر بمثل ما يتعاملون به في الوطن ومع أبنائه أو المقيمين فيه. وكشف الأنصاري أن مكتب الاستشارات الأمنية الذي يرأسه بصدد عقد دورات تدريبية لرجال الأعمال السعوديين والمستثمرين خارج المملكة، موضحاً أن هذه الدورات تركز على استقطاب الخبراء الأمنيين العالميين في مجال الأمن الشخصي وأمن المعلومات وكذلك أمن المنشآت، مضيفاً "على سبيل المثال سنقدم خلال الشهر الجاري برنامجا تدريبيا تمت الموافقة عليه بعنوان "مقاومة رجال الأعمال للابتزاز في السفر"، ويهدف إلى عرض الأساليب المناسبة لحماية رجال الأعمال أو المسافرين لغرض التجارة من مختلف أوجه الخطر التي يمكن أن يتعرضوا لها". وأفاد الأنصاري بأن هذا البرنامج تم تصميمه ليلتحق به رجال الأعمال الأميركيون قبل سفرهم خارج الولايات المتحدة الأميركية، وسيقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، بل يمكنني القول لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأميركية، حيث لا يخفى على الجميع ما تقوم به الحكومة الأميركية لتثقيف مواطنيها على مواجهة الأعمال الإرهابية كونهم يشكلون الهدف الأكبر. وأوضح الأنصاري أن البرنامج سيقدمه مستشاران أمنيان، أولهما النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI)، ويتمتع بخبرة كبيرة في مجال مكافحة الجريمة، وكذلك أمن المصارف والعمليات المصرفية والتي يعرف ما يهددها من مخاطر يومية كل من عمل ويعمل في المجال البنكي، والآخر هو المستشار السابـق في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية والمسؤول عن المكتب الخاص بمتابعة التهديدات التي تتعرض لها مصالح الولايات المتحدة في الخارج.

مشاركة :