كاتب وشاعر،فيلسوف، سياسي ومحارب عسكري، أنه الأمير عبد القادر ابن محي الدين، والذي أشتهر بنضاله ومناهضته للاحتلال الفرنسي، أشتهر بأسم بلاده فعرف بعبد القادر الجزائري. في مثل هذا اليوم لعام 1808م ولد عبد القادر الجزائي قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري، فأصبح رمزا للمقاومه الجزائرية وخاض المعارك ضد الاحتلال الفرنسي حتى أنه قاد جيش أفريقيا خمسة عشر عاما أثناء غزو فرنسا للجزائر. يعد الجزائري هو المؤسس للدولة الجزائرية الحديثة، ورغم ذلك ففي نهاية المطاف تم نفيه إلى دمشق حيث توفي فيها. ينتهي نسب الجزائري إلى الحسن رضي الله عنه ابن فاطمة ابنت الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنه ابن محي الدين وهو شيخ الطريقة الصوفية القادرية ومؤلف "كتاب ارشاد المريدين". تمت مبايعته عام 1832م بعدما كان قد ترأس الجيش لفترة، ولقبه والده بـ ناصر الدين واقترحوا عليه أن يكون سلطان ولكنه اختار لقب الأمير وكان ابن أربعة وعشرون سنة. عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة إلى وجود معارضين لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا. وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«إذا كنت قد رضيت بالإمارة، فإنما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن» قام بإصلاحات اجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذخ،عمد على تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، أنشأ نظام الشرطة الذي مما أدي إلى القضاء على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين، كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع ولبطولته التى اشتهر به أضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبمقتضى هذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وبذلك فهو استطاع ان يأمن بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». كان الامير تلقي معاونات من الاراضي المغربية ليكمل جهاده ضدّ الفرنسيين ولكن استطاعت فرنسا التدخل وقطع تلك الامدادت مما اثر على حركة المقاومه فأستسلم الامير عبد القادر وذلك حقناً لدماء المجاهدين، وفي 1847 م تم اقتياده إلى أحد السجون بفرنسا، وفي بداية الخمسينات أفرج عنه شريطة ألا يعود إلى الجزائر، فسافر إلى تركيا ومنها إلى دمشق عام 1855 م حيث اقامه هناك فعمل على تأسيس ما عرف برباط المغاربة، كما أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي،ثم سافر الأمير للحج ثم عاد ليتفرغ للعبادة والعلم والأعمال الخيرية، وفي مايو 1883 م توفي الأمير عبد القادر الجزائري ودفن في سوريا.أهم مؤلفاته: - رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة عن "رسالة إلى الفرنسيين" - المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف - بغية الطالب على ترتيب التجلي بكليات المراتب - مذكرات الأمير عبد القادر: سيرة ذاتية كتبها في السجن سنةتعظيماً لدور عبد القادر الجزائري تم الاتي:- ترجمت مولفاته إلى عدة لغات. - عقب حصول الجزائر على الاستقلال تم نقل رفاته إلى الجزائر بعد حوالي قرن قضاه خارج بلاده. - في 3 أبريل 2006 م افتتحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بجنيف معرضاً خاصاً للأمير في جنيف إحياءً لذكراه - شرعت سورية في ترميم وإعداد منزله في دمشق ليكون متحفاً يُجسد تجربته الجهادية من أجل استقلال بلاده.;
مشاركة :