كاتب جزائري: سيناريو فيلم الأمير عبد القادر قيد الإنجاز

  • 3/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال السيناريست الجزائري رابح ظريف، الذي يتولى كتابة سيناريو عن الأمير عبد القادر، إنّ أطرافا فرنسية ماتزال تحارب الأمير رغم مرور أكثر من 170 عاما على توقف مقاومته ضد الاحتلال الفرنسي. جاء ذلك في مقابلة لظريف، مع الأناضول، حول مشروع سيناريو فيلم طويل يحضر له حول الأمير عبد القادر(1847-1883)، وأبرز المحطات التي ميزّت حياته وسيرته، من بينها علاقته بالدولة العثمانية. ** فيلم عن الأمير وقال ظريف، إنّ مشروع فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر، حاليا قيد كتابة (السيناريو). وكشف بأنه أنهى مرحلة الكتابة الأولى (للسيناريو) الكافية لأي مُنتِج أو مخرج للشروع في التحضيرات الفنّية والمادية لتنفيذه. وأضاف ظريف، "لحدّ الآن الأمور الإنتاجية غير واضحة إلى حد ما، ولو اتضحت ستكون هناك كتابة ثانية وثالثة إلى غاية الانتهاء من النسخة النهائية القابلة للتنفيذ، والتي سيتفق عليها المنتج والكاتب (السيناريست) والمخرج". والأمير عبد القادر بن محيي الدين، والمعروف في المشرق العربي بـاسم "عبد القادر الجزائري"، يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية، وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب ضد القوات الفرنسية الاستعمارية آنذاك بعد غزوها الجزائر عام 1830. وفي سنة 1847 سجن في فرنسا، وظل أسيرا حتى 1852، ثم استقر في إسطنبول، وبعدها سافر إلى دمشق حتى وفاته عام 1883، عن عمر ناهز 76 عاماً، وفي عام 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر في مراسم رسمية، ودفن في مقبرة بالعاصمة. وفي 22 أغسطس/آب 2021، أوصى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بإعادة بعث مشروع إنتاج فيلم الأمير عبد القادر، باعتباره مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ورمزا عالميا. وعام 2013، وقعت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (حكومية) والشركة الأمريكية "سينما ليبر أستوديو"، اتفاقية إنتاج مشترك لإنجاز فيلم طويل حول حياة الأمير، لكنّه لم ينجز بعد لأسباب مجهولة. وآنذاك حدد انطلاق تصوير العمل في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، حيث اختير الأمريكيان شارل بورنت، مخرجا للفيلم، وأوليفر ستون منتجا منفذا. بحسب الوكالة الجزائرية. ** الأمير والدولة العثمانية وفي ردّه على سؤال كيف كانت محطة الأمير بالدولة العثمانية في تلك الفترة، ردّ المتحدث أنها كانت مميزة ومهمة أثناء وبعد المقاومة. وأوضح أنّه "خلال الاستئمان (الهدنة) الحربي، الذي وقعه الأمير مع الجنرال الفرنسي لويس لامورسيير، طلب أن يتم إجلاؤه إلى إسطنبول أو الإسكندرية وهما تحت الوصاية العثمانية". وذكر أنّ "الباب العالي أو الدولة العلية في تلك الفترة كانت السلطة الشرعية، التي يعود إليها مسلمو إفريقيا وآسيا وأوروبا". وأوضح المتحدث، رغم أنّ الأمير في بداياته، قبل مبايعته، رفض لجوء الباي حسن، إلى مدينة معسكر (غرب الجزائر) بعد سقوط العاصمة في أيدي الاحتلال الفرنسي. وأضاف "الأمير برر ذلك بالغضب من ممارسات الدايات والبايات بزيادة الضرائب، وتعامل الجنود مع الرعية". "لكنه مع مرور الزمن وتجربته في مقاومة الاستعمار صار أكثر اتزانا وتوازنا وأدرك أن هناك عدوا واحدا هو فرنسا"، بحسب ظريف. ولفت إلى أنّ "الأمير تحالف مع الباب العالي (الحكومة العثمانية) الذي مدح سلطانه عبد المجيد، أثناء انتقاله إلى بورصة (مدينة تركية) في 1853". ولم يخف محدثنا أنّ "محمد علي باشا، حاكم مصر، رفض استقبال الأمير عبد القادر، لكن الدولة العثمانية قبلت وفادته وأكرمته طيلة فترة إقامته ببورصة". كما أضاف أن "أربعة من أبناء الأمير عبد القادر كانوا في الجيش العثماني، وتوفي أحدهم في الأستانة (إسطنبول)، وهناك شواهد كثيرة على الاحترام الكبير والمتبادل الذي حظي به الأمير، من الدولة العثمانية". ** رفض تنصيبه ملكا للعرب ومتحدثا عن علاقة الأمير بالدولة العثمانية، أشار ظريف، إلى أنّه "كان في اتصال دائم مع والي الشام، ومع السلطان العثماني في تلك المرحلة، كما كانت السلطات العثمانية تعود إليه دائما في استشارات سياسية كبيرة جدا". وقال "من ذلك أنه أشار عليهم قبل أحداث 1860 بضرورة تجنب الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في أكثر من مرة، لكن بعد وقوع الأحداث وتدخل الأمير وحمايته للمسيحيين حاولت فرنسا تحديدا استعمال الحادثة لاستمالة الأمير إلى جانبها في صراعها مع الدولة العثمانية". وتابع "لكنه رفض أي شكل من أشكال الاستغلال السياسي لحادثة تدخل فيها بدواعي إنسانية، لقد رفض مشروع توليته على بلاد الشام، وكان ينصح دائما بالرابطة القوية بين الشام والدولة العثمانية". ولفت السيناريست الجزائري، إلى أنّ الأمير عبد القادر "كان له دور كبير في التحالف العثماني الفرنسي البريطاني في حرب القرم (1854)". وقال إن "رئيس وزراء بريطانيا في تلك المرحلة (ويليام كلادستون/ 1868-1874) حاول جاهدا تنصيب الأمير ملكا على العرب مقابل خدمة مصالح بلاده ضد الدولة العثمانية، لكنه رفض أيضا رغم كل الإغراءات". وبحسبه "علاقة الأمير بالدولة العثمانية صارت أقوى بعد اتفاق الاستئمان الحربي سنة 1847، الذي يحتاج إلى مزيد من الدراسات والتعاون بين الجامعات التركية والجزائرية لتسهيل وصول الباحثين الجزائريين إلى الأرشيف العثماني بإسطنبول". ** عقدة نقص وحول رأيه بشأن تخريب منحوتة للأمير عبد القادر مؤخرا بفرنسا، أوضح السيناريست الجزائري، أنّ "التفسير واضح وصريح، وأنّ هذه العملية الجبانة تؤكّد عقدة النقص الكبيرة التي يحسّ بها بعض الفرنسيّين أمام الأمير عبد القادر". وأثار تخريب لوحة فنية (منحوتة) لتخليد ذكرى الأمير عبد القادر قبل تدشينها في 5 فبراير/شباط، تنديدا واسعا في بلدة أمبواز (وسط) حيث تم اعتقال الأمير مع عدد من أفراد عائلته من 1848 إلى 1852. ويقول ظريف، أنه "بعد أكثر من 170 عاما من توقف مقاومة الأمير، إلا أنّ أطرافا غبية في فرنسا (لم يسمّها) لم تحفظ الدرس بعد، ولا تزال تحارب الأمير في كلّ ميدان، وهزائمها التاريخية والثقافية والحضارية أمامه". واعتبر أنّ "هذه العملية، وإن كانت جبانة، فلن تؤثر أبدا على سمعة الأمير واسمه وقامته كشخصية تاريخية وعالمية". ورابح ظريف، كاتب وشاعر وسيناريست، كتب عدد من سيناريوهات أفلام تاريخية من بينها فيلم "ابن باديس"، "أحمد باي" (آخر حكام الشرق الجزائري في العهد العثماني)، وشغل سابقا منصب مدير الثقافة (تابعة لوزارة الثقافة) ومدير متحف نصر الدين دينيه. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :