مانشيني يبدأ مهمة إعادة الهيبة لإيطاليا في مواجهة بولندا اليوم

  • 9/7/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يجد روبرتو مانشيني مدرب المنتخب الإيطالي نفسه أمام مهمة دقيقة عندما يخوض اليوم اختباره الرسمي الأول ضد ضيفه المنتخب البولندي ضمن دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، وفي محاولة لترميم علاقة الشغف التي تجمع مواطنيه باللعبة، والتي تضررت بفعل الغياب التاريخي للمنتخب عن المونديال.في مايو (أيار) الماضي، ألقيت كرة النار في حضن المدرب السابق لإنتر ميلان ومانشستر سيتي الإنجليزي بتعيينه مديرا فنيا للمنتخب خلفا لجانبييرو فنتورا المقال بعد فشل إيطاليا في بلوغ مونديال روسيا 2018، وغياب أبطال العالم أربع مرات عن النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1958.مهمة مانشيني معقدة لأنها سهلة وصعبة في الوقت ذاته: سهلة لأن بلاده لم تبخل يوما بالمواهب الكروية التي صنعت أمجاد المنتخب أو الأندية التي دافعت عن ألوانها، وصعبة لأن الغياب عن المونديال أدخل إيطاليا في أزمة عميقة، فيها من انعدام الثقة والمخاوف، كما فيها من العثرات والمصاعب، على درب العودة الذي من المفترض أن يعبد كاملا قبل كأس أوروبا 2020، وخصوصا قبل مونديال 2022 في قطر.وسيكون دوري الأمم المحطة الأولى لإيطاليا أمام منتخب بولندي آتيا من تجربة مخيبة في المونديال الروسي شهدت خروجه من الدور الأول، وفي مجموعة تضم أيضا البرتغال التي يغيب عنها قائدها كريستيانو رونالدو.ويسعى مانشيني، 53 عاما، لضخ دماء جديدة في المنتخب الإيطالي، لا سيما بعد الاعتزال الدولي لمخضرمين أبرزهم حارس المرمى جانلويجي بوفون.ومهد اعتزال بوفون الطريق أمام حارس ميلان الشاب جانلويجي دوناروما، 19 عاما، للحلول بدلا منه بين العارضات الثلاث للمرمى الإيطالي.وقال دوناروما قبيل مباراة بولندا التي تقام مساء اليوم في مدينة بولونيا: «نحن مجموعة رائعة، شابة جدا، نحن مصممون على إعادة كرة القدم الإيطالية إلى المكان الذي تستحق أن تكون فيه. هذا واجبنا». وتراجعت إيطاليا إلى المركز الحادي والعشرين في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وهو أسوأ ترتيب في تاريخها.وتوج الفشل في بلوغ النهائيات الروسية، مسارا انحداريا للمنتخب منذ تتويجه بلقبه الرابع في مونديال ألمانيا 2006، خرج من الدور الأول في مونديالي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014. وعلى صعيد كأس أوروبا، بلغ النهائي في 2012، وأقصى من ربع النهائي في 2008 و2016. وبعد سلسلة الخيبات في البطولات الكبرى، شدد مانشيني الذي قاد مانشستر سيتي عام 2012 إلى لقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد انتظار 44 عاما، على رغبته في اعتماد خطط جديدة مع منتخب إيطاليا لاستعادة هيبتها.وقال: «أريد تجربة أمر مختلف» يشمل بالدرجة الأولى التركيز على العنصر الشاب، في فلسفة تستوحي من النجاح الذي حققه ديدييه ديشامب مع منتخب فرنسا، وغاريث ساوثغيت مع إنجلترا، إذ أحرز الأول لقب مونديال روسيا، وبلغ الثاني الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، بتشكيلتين كانتا من الأصغر لجهة معدل الأعمار في نهائيات كأس العالم 2018. واستدعى مانشيني إلى تشكيلته أربعة لاعبين لم يسبق لهم خوض مباراة دولية، منهم لاعب روما نيكولو تسانيولو الذي لم يشارك بعد في أي مباراة في دوري الدرجة الإيطالية الأولى.وقال تسانيولو البالغ من العمر 19 عاما: «عندما شاهدت التلفاز ورأيت اسمي ضمن اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، غمرني الفرح. لم أكن أتوقع ذلك. اتصلت بأبي وبدأت بالبكاء»، مضيفا: «سألعب بتواضع، بالتزام، من خلال مشاهدة الأفضل ومحاولة سرقة بعض أسرارهم».إلا أن مانشيني تلقى نبأ سيئا مع اضطرار لاعب موناكو الفرنسي الشاب بيترو بيليغري، 17 عاما، للغياب عن معسكر المنتخب بسبب إصابة. ويمنح الناشئون والشبان مانشيني بعض الأمل. فالمنتخب الإيطالي تحت 21 عاما بلغ الدور نصف النهائي لكأس أوروبا 2017 لهذه الفئة العمرية، ومنتخب تحت 20 عاما حل ثالثا في كأس العالم لهذه الفئة العام ذاته.وشكا مانشيني هذا الأسبوع من تراجع عدد اللاعبين الإيطاليين الذين يمنحون الفرصة للمشاركة مع أنديتهم، معتبرا ذلك يؤثر سلبا على مسعاه لإعادة بناء المنتخب. كما دعا مدربا أندية «سيري أ» في إيطاليا، إلى منح اللاعبين الشبان فرصتهم على أرض الملعب لتطوير موهبتهم.وقال: «نحاول بعث رسالة قوية. نحن مقتنعون بأن الأقوياء من الشباب في إمكانهم أن يكونوا كذلك على مستوى أعلى. لم يبق أمامنا إلا أن ننتظر وأن نأمل في أن نرى شبابنا في الملاعب باستمرار وعلى أعلى مستوى». وأضاف مانشيني: «في هذه اللحظة التاريخية لا يوجد عدد كبير من اللاعبين الإيطاليين في أرض الملعب بشكل دائم. لهذا السبب، استدعينا عددا إضافيا من اللاعبين الشبان لنتمكن من معرفتهم بشكل أفضل».وكانت من أولى الخطوات التي أقدم عليها مانشيني، إعادة استدعاء اللاعب المثير للجدل ماريو بالوتيلي إلى المنتخب للمرة الأولى منذ كأس العالم 2014. وسجل مهاجم نادي نيس الفرنسي هدفا في المباراة الودية الأولى بقيادة مانشيني (2 - 1 على السعودية). وخاض المنتخب مباراتين أخريين انتهتا بخسارة أمام فرنسا 1 - 3 والتعادل 1 - 1 مع هولندا. وتضم الخيارات الهجومية لمانشيني لاعب لاتسيو تشيرو إيموبيلي، 28 عاما، وفيديريكو كييزا من فيورنتينا، 20 عاما، وفيديريكو بيرنارديسكي من يوفنتوس، 24 عاما، أما الدفاع، فسيشهد عودة لاعب يوفنتوس جورجو كييليني، 34 عاما، للمرة الأولى منذ تصفيات المونديال.وعنه قال مواطنه جورجينيو لاعب تشيلسي الإنجليزي: «كييليني عاد وهو القائد، وهو نقطة الارتكاز والخبرة، لا سيما بالنسبة إلى الشبان».وشدد على أن «إيطاليا لا تستحق أن تبقى في هذا المكان فهي لها مكانة أفضل أوروبيا وعالميا».على جانب آخر، أكد غاريث ساوثغيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا أنه ماض في فلسفة الاعتماد على العناصر الشابة التي قادته إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، عندما يستضيف إسبانيا غدا على ملعب ويمبلي في لندن، في إطار النسخة الأولى لمسابقة دوري الأمم الأوروبية. وخاض ساوثغيت نهائيات كأس العالم بتشكيلة شابة بلغ معدل أعمار لاعبيها 26 عاما (ثاني أصغر تشكيلة في النهائيات)، وتمكن من خلالهم من بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1990، قبل أن يخسر أمام كرواتيا 1 - 2 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1 - 1).وكان اللاعب الدولي السابق قد راهن على عنصر الشباب منذ توليه مهام تدريب المنتخب الأول عام 2016. وأبعد لاعبين مخضرمين أبرزهم المهاجم واين روني والحارس جو هارت.وفي تصريحات على هامش حصة تدريبية للمنتخب أمس، أكد ساوثغيت أنه لا يعتزم تبديل استراتيجيته في الفترة المقبلة، وقال: «أعتقد أن لدينا تشكيلة قوية. نحن في مطلع موسم جديد ونظرنا إلى كثير من اللاعبين خلال الأعوام الماضية، قررنا أنه نظرا للطريقة التي نرغب في اعتمادها ونوعية اللاعبين الذين نرغب في العمل معهم، كان ثمة بعض اللاعبين الذين لا يلائمون هذا النموذج».وأضاف: «على الأرجح لن نعود للتفكير بلاعبين كانوا هنا في المنتخب سابقا، لذا فالمجموعة المقبلة من اللاعبين الجدد الذين سنبدأ بمتابعتهم، هم لاعبون على الأرجح في الفئات العمرية الأصغر».وأكد المدرب السابق لمنتخب إنجلترا دون 21 عاما، أنه سيمنح اللاعبين الناشئين فرصتهم مع المنتخب الأول عندما «أشعر أنهم جاهزون، عندما تقوم بترفيع لاعبين من الشبان عليك أن تكون حذرا فعلا لجهة السرعة التي تقوم فيها بذلك، لأنك تريد أن تمنحهم الوقت للمشاركة في المباريات، تريد أن تستدعيهم، أن تشركهم في التمرين وتجعلهم يتأقلمون».

مشاركة :