السيستاني يدعو لإنهاء العنف مع احتدام احتجاجات العراق

  • 9/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني اليوم الجمعة إلى إصلاح الوضع السياسي في بغداد ووقف العنف ضد المتظاهرين بعد أيام من احتجاجات شهدت سقوط قتلى اجتاحت مدينة البصرة في جنوب العراق وتسببت في إغلاق الميناء البحري الرئيسي في العراق. واقتحم المحتجون القنصلية الإيرانية اليوم الجمعة وأضرموا النار في المحيط الخارجي للمجمع، وهتفوا بشعارات تندد بالنفوذ الإيراني على الأحزاب السياسية في العراق. واتهم السيستاني الزعماء السياسيين بالمسؤولية عن التوتر وقال إن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تشكل “وفق نفس الأسس والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة”. وقُتل ما لا يقل عن عشرة محتجين منذ يوم الاثنين في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص بعدما أحرق سكان مباني الحكومة المحلية واشتبكوا مع قوات الأمن. ويشكو المحتجون من انهيار البنية التحتية مما تركهم بدون كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف. واجتمع المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم الجمعة وقال إنه يتابع تحقيقا في سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات. وتحت ضغط لتخصيص مزيد من التمويل لإصلاح الخدمات العامة في البصرة قال العبادي إنه سيتم صرف الأموال التي جرى تخصيصها سابقا. وتجمع المئات بينهم كثير من النساء في البصرة بعد ظهر اليوم لتشييع محتج قالت مصادر طبية إنه توفي الليلة الماضية متأثرا بحروق أصيب بها أثناء إحراق مقر الحكومة المحلية. وحمل المشيعون الجثمان من منزله ومشوا به في شوارع البصرة إلى المكان الذي أصيب فيه. وأطلق بعض المحتجين أعيرة نارية في الهواء وهو أمر ليس بجديد أثناء العزاء. وأشعل المحتجون النار فيما تبقى من المباني الحكومية التي أضرمت بها النار الليلة الماضية. كان المحتجون قد صعدوا احتجاجاتهم أمس بإغلاق ميناء أم قصر الميناء البحري الرئيسي للعراق على بعد 60 كيلومترا جنوبي البصرة والذي يدخل عن طريقه غالبية واردات البلاد البالغ عدد سكانها 37 مليون نسمة والتي تعتمد على استيراد الغذاء. وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الميناء ظل مغلقا اليوم. ولم تتأثر صادرات البلاد النفطية التي تتم عبر منصات بحرية. * “أداء سيء من كبار المسؤولين” وفشل السياسيون العراقيون حتى الآن في الاتفاق على حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في مايو أيار. واجتمع البرلمان الجديد أخيرا يوم الاثنين للمرة الأولى لكنه أخفق في الاتفاق على رئيس له ناهيك عن تسمية رئيس الوزراء الجديد. وينأى السيستاني (88 عاما) بنفسه عادة عن الأوضاع السياسية اليومية لكنه يتدخل عندما يرى أن الخطر يهدد مستقبل البلاد. وفي خطبة الجمعة التي تلاها أحد مساعديه طالب بإنهاء استخدام العنف ضد “المحتجين السلميين” وحمل الساسة مسؤولية الفساد والفقر والبطالة. وقال السيستاني إن “الاداء السيء من كبار المسؤولين وذوى المناصب الحساسة” أثار غضب سكان البصرة. وأضاف “لا يمكن أن يتغير هذا الواقع… إذا شُكلت الحكومة القادمة وفق نفس الأسس والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة ومن هنا يتعين الضغط باتجاه أن تكون الحكومة الجديدة مختلفة عن سابقاتها”. واستدعى الرئيس المؤقت للبرلمان النواب لجلسة طارئة غدا السبت لمناقشة التوتر. وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي حل تكتله السياسي في المركز الأول في انتخابات مايو أيار، لرئيس الوزراء العبادي على موقع تويتر “سارع بإطلاق أموال البصرة وتسليمها بأياد (نزيهة) لتتم المباشرة فورا بمشاريع… مستقبلية”. ويسعى تحالفهما لتشكل الحكومة حيث يتنافس مع كتلة أخرى يدعمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهادي العامري وهو زعيم فصيل شيعي مسلح مدعوم من إيران. ودعا العامري العبادي إلى الاستقالة اليوم الجمعة بسبب الأزمة.

مشاركة :