بينما ترتفع محلياً سخونة أزمة تكييف المدارس سياسياً، تبرز انتقادات عالمية لقطاع أجهزة التكييف، بعد اعتباره من أكبر الصناعات تجاهلاً على مستوى العالم لجهة التأثيرعلى المناخ وانبعاثات الغازات الدفيئة.ونوهت بعض الأراء إلى أنه رغم تزامن ابتكار السيارات وأجهزة التكييف في الوقت نفسه تقريباً، إلا أن أجهزة التكييف، وبعكس السيارات، لم تحظ إلا بالقليل من النقد حول تأثيرها على مستوى الانبعاثات الكربونية بالإضافة إلى كفاءة استخدامها للطاقة.ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «ذي إيكونومست»، فإن الطريقة الأكثر تأثيراً لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، ليس عبر التوجه نحو تناول الأطعمة النباتية، أو إعادة استزراع الغابات، بل من خلال تطوير أجهزة التكييف بشكل جذري لجعلها تعمل بكفاءة أفضل.وأشار إلى أن استبدال المثلجات «refrigerants» (من مكونات أجهزة التكييف) التي تدمر الغلاف الجوي من شأنه أن يقلل من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة بنحو 90 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، في حين أن تصميم وحدات التكييف لتكون أكثر كفاءة على مستوى استخدام الطاقة يساهم في تقليص هذه الانبعاثات بشكل مضاعف.في المقابل بيّن أنه لو ترك نصف العالم تناول اللحوم فإننا سنتمكن من خفض ثاني أكسيد الكربون بنحو 66 مليار طن، أما إعادة استزراع ثلثي من الغابات الاستوائية المتدهورة من شأنه أن يخفض من الانبعاثات بنحو 61 مليار طن.وبالرغم مما قدمته أجهزة التكييف من فوائد ضخمة للبشرية، فإنه خلال السنوات العشر المقبلة ومع توقع أن تتم إضافة المزيد من أجهزة التكييف حول العالم تقدر بالعدد نفسه الذي تمت إضافته في الفترة ما بين العام 1902 و2005، فإن هذه الأجهزة الإضافية ستزيد من حرارة العالم، في الوقت الذي لم نصل فيه حتى الآن إلى إنتاج طاقة من دون انبعاثات الكربون.ووفقاً للتقرير، فإن أجهزة التكييف، حتى هذه اللحظة، تجعلنا في حلقة مفرغة في مسألة تقديم الرفاهية للعالم، وذلك أن المزيد من تعرض الأرض للحرارة يعني أن هناك حاجة متزايدة لهذه الأجهزة، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره للمزيد من تعرض الأرض للحرارة.وقدم التقرير عدداً من الحلول لمعالجة هذه المشكلة، منها الاهتمام في رفع كفاءة أجهزة التكييف على مستوى استهلاك الطاقة، لا سيما وأن أكثر النماذج كفاءة في استهلاك الطاقة في الوقت الحالي تبلغ نحو ثلث ما يستهلك من الكهرباء في المتوسط بالنسبة للأجهزة العادية.وأكد التقرير على أهمية رفع معايير الحد الأدنى لأداء الطاقة، أو تقديمها في البلدان التي تفتقر إليها كلياً، لدفع متوسط أداء الوحدة إلى مستوى أفضل من مستوى الأداء، مشيراً في هذا الاتجاه إلى أن معظم الدول التي تتعرض لمناخ ساخن لا تملك قواعد لحوكمة استخدام الطاقة.وأضاف التقرير «يجب على الشركات المصنعة التوقف عن استخدام المبردات الضارة، لا سيما تلك التي ينبعث منها مركبات الهيدروفلوروكربون، والتي تتميز بأنها أسوأ ألف مرة من ثاني أكسيد الكربون عندما يتعلق الأمر بحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود اتفاقية دولية للتخلص التدريجي من هذه الملوثات، تسمى «تعديل كيغالي»، ستدخل حيز التنفيذ في عام 2019، مشدداً على أهمية التصديق عليها وعدم رفضها، كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية».وأشار التقرير إلى إمكانية عمل المزيد من التدابير لا سيما على مستوى تصميم المكاتب والمراكز التجارية وحتى المدن، بحيث لا تحتاج إلى الكثير من مكيفات الهواء في المقام الأول، على أن يتم بناء المزيد من المباني بأسقف متدلية أو شرفات للظل، ومع تهوية طبيعية.
مشاركة :