قدم مهرجان الصواري المسرحي الدولي للشباب، النسخة العربية من كتاب «مفارقة الممثل» من تأليف الفيلسوف الفرنسي دينيس ديدرو، وترجمة المخرجة المسرحية نورا أمين. ويعد كتاب «مفارقة الممثل» نافذة للتساؤل عن مواضيع التمثيل، وموقع علم الفلسفة وعلم الجمال من نظرتنا للعمل كممثلين ولأنفسنا كبشر، دون أن يكون ذلك بمعزل عن التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي، خاصة أنه لا يمكننا النظر لفن التمثيل الدرامي بمعزل عن تاريخه.من خلال الكتاب يمكننا أن نرى التمثيل بوصفه فعلاً وجودياً، يبدو فيه الممثل صاحب كينونة متحولة، كونه قادراً على الوجود وعلى التلاشي وعلى الخوف وعلى التأجج؛ لذا فإن الكتاب يَعُد الممثل نموذج القوة الإنسانية والاحتفاء بالحياة.وتكمن أهمية إيصال الكتاب للقارئ العربي في فتحه لأبواب أسئلة مهمة، حيث يطرح ديدرو فكرة نقيضة لمبدأ ستانسلافسكي؛ إذ يحتفي بالادعاء، كما تتعدد أفكار الكتاب مؤكدة أن قدرة الممثل معيارها إيجاد وعيين؛ وعيه كممثل لمراقبة شخصيته، ووعيه كشخصية للإيهام، لجعل المتلقي يقبل، يصدق، ويتأثر، حتى وإن لم يكن الممثل يشعر بأيٍّ مما يبديه كتقمصٍ كامل.وقالت نورا أمين، إن اختيار لجنة المهرجان للكتاب جاء في محله؛ لا لأن نظرية مفارقة الممثل إحدى أهم النظريات المسرحية فقط؛ بل لأن ديدرو هو أول فيلسوف تكلّم عن التمثيل من منطلق علم الجمال، والوقوف مع نظريته من خلال هذه الترجمة، هو وقوف مع الكتاب الأقدم في هذا المجال، والتمارين الموجودة للتطبيق العملي موجهة للممثل والمخرج على حد سواء.أما خالد الرويعي، رئيس مسرح الصواري، مدير المهرجان، فقد أشار إلى أن سعي مسرح ومهرجان الصواري مستمر لتوفير المواد التي تثري محتوى المكتبة المسرحية العربية، ذلك أن النمو المسرحي يقترن بنمو فكري يوازيه.