مصدر الصورةReutersImage caption إيران استضافت قمة ثلاثية بشأن سوريا شاركت فيها تركيا وروسيا تساءلت صحف عربية عن الموقف التركي من الهجوم المتوقع للقوات الحكومية على محافظة إدلب آخر معاقل الجماعات المعارضة المسلحة في سوريا. وناقش العديد من الكتاب الخيارات المطروحة أمام أنقرة في الصراع السوري في أعقاب القمة الثلاثية التي ضمت زعماء روسيا وإيران وتركيا وعقدت الجمعة 7 سبتمبر/أيلول في طهران حول مصير إدلب."خيارات محدودة" كتب خطار أبو دياب في صحيفة العرب اللندنية: "لا يهم مصير إدلب صناع القرار في العالم، ويبدو أن أمرها متروك لثلاثي قمة طهران وخاصة لتفاهمات وتجاذبات موسكو وأنقرة". وأضاف الكاتب: "تسعى أنقرة للاستفادة من اهتمام موسكو بزعزعة التزامها الأطلسي، ورغبة واشنطن في عدم خسارتها بالرغم من علاقاتها المتوترة مع أنقرة التي أثرت على الاقتصاد التركي." وقال إن "تصاعد الضغوط حول إدلب في الأيام الأخيرة أتاح استئناف الاتصالات الثنائية" بين أنقرة وواشنطن، مشيرا إلى أن الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري قام بزيارة أنقرة يوم الثلاثاء وأجرى محادثات مع وزير الدفاع التركي. ورأت صحيفة الأخبار اللبنانية أنه"وسط إصرار روسي ــ إيراني مشترك على مكافحة الإرهاب في إدلب، كسبت أنقرة فرصة إضافية للعمل على نزع سلاح التنظيمات الإرهابية، فيما فشل رهانها على إقرار وقف مسبق لإطلاق النار". وفي سياق مشابه، أشارت نيفين مسعد في صحيفة الأهرام المصرية إلى حدوث "تغير مهم في موقف تركيا بتصنيف النصرة جماعة إرهابية بعد السكوت الطويل عنها نتيجة المصالح المتبادلة بين الطرفين". وأضافت الكاتبة: "هذا التغير اضطرت إليه تركيا تحت تأثير عاملين: الضغط الدولي على النصرة وبالتالي حاجة تركيا لترك مسافة معها من جهة، والخلاف مع الولايات المتحدة مما يُعَظِّم من قيمة التعاون التركي مع روسيا من جهة أخري. بطبيعة الحال تعارض تركيا الهجوم العسكري على إدلب كما سبق أن عارضت الهجوم العسكري على حلب، فالوضع الراهن في إدلب يحقق لها نفوذا كبيرا على الأرض ويُوفر عمقا أمنيا لوجودها في عفرين، لكن في مواجهة الإصرار الروسي والإيراني أيضا على مكافحة الإرهاب تكون خيارات تركيا محدودة"."لعبة الأتراك الأخيرة" من ناحية أخرى، دعا علي نصر الله في الثورة السورية إلى عدم الاهتمام بما أطلق عليه " الهُراء الغربي التركي الأمريكي"، مشيراً إلى أنه "مع بدء الاستعدادات السورية للانتهاء من استحقاق استعادة مدينة ادلب الوطني، بدأ حديث واسع عن مأساة إنسانية وهجرة ونزوح، والمُفارقة أن أصحاب الصوت المُرتفع الذين افتتحوا هذا الحديث هم الأعضاء في منظومة العدوان على سوريا، بل الكتلة الصلبة فيها وليس بينهم أي أحد آخر من هذا العالم الكبير!" وقال محمد نور الدين في الخليج الإمارتية: "اليوم يمارس الأتراك لعبتهم الأخيرة في إدلب في انتظار الحصول على مكاسب من حفلتهم الأخيرة في الساحة السورية. والخطر الأكبر أن يتمكنوا من تحصيل بعض المكاسب في لحظة الانكسار الكامل لمشروعهم بعدما فشلوا في تحقيق أي مكسب في ذروة اندفاعته". ويرى عبد العزيز الجارالله في صحيفة الجزيرة السعودية أن "أول الخاسرين إيران وتركيا، فقد تولد قوة كردية عنيدة تقضم من إيران ومن تركيا أرضًا لها تحت غطاء الحكم الذاتي ثم الانسلاخ في حلم أرض الكرد الكبرى إذا ضمت إليها أراضٍ من سوريا والعراق".
مشاركة :