"صديقي العزيز: أرجو أن أكون قد عملتُ بعض ما أود عمله من أجلك، يا مَن فقدتُ برحيله الصديق الصدوق والإنسان الطيب... تألمتُ كثيرا، لأنني لم أكن إلى جوارك وأنت تعاني اللحظات الحرجة قبل الوداع. رحمك الله رحمة واسعة، فقد كنتَ كاتبا كبيرا وإنسانا عظيما، وسيبقى ذكرك العطر وإنجازاتك الرائعة مدى الدهر". بهذه الكلمات المؤثرة قدَّم الكاتب عبدالعزيز السريّع لكتابه الجديد (وفاءً لمحفوظ عبدالرحمن)، الذي يصدر بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب المسرحي المصري محفوظ عبدالرحمن ذي البصمة الإبداعية الواضحة في أدب المسرح الكويتي. وبكلمات مثقلة بالحنين والشوق والعرفان والتقدير، قدَّمت سميرة عبدالعزيز لهذا الكتاب بقولها: "محفوظ عبدالرحمن... حبيبي وزوجي وصديقي ومعلمي وأبي وابني... نعم أنت كل هؤلاء. هل حقا مرَّت سنة على رحيلك؟ لا أصدق، فصوتك أسمعه طول الوقت، وطيفك لا يفارق عيني... شكرا جزيلا لكل من فكَّر في إصدار الكتاب، وكل من كتب فيه، وكل من سيقرؤه من شعب الكويت الحبيب". يأتي هذا الكتاب عرفانا لجهود محفوظ المسرحية، وتقديرا لمسرحه الرائد، الذي أتحف الأدب وأمتع الجمهور، ووفاءً من بعض أصدقائه الذين عاصروه وعرفوه عن قرب، سواء في الحياة الاجتماعية أو الثقافية، فسارعوا للتعبير عن مكانة الراحل في قلوبهم، موجهين له رسائل أخوية خالدة، ومستذكرين أعماله المسرحية ومجالات الكتابة المتنوعة لديه، وقد أعجبوا بفكرة هذا الكتاب، الذي أشرف عليه الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، الذي آمن بالصداقة فصانها، وأوقد الفكرة، فنفذها. صدر الكتاب في 214 صفحة من القطع المتوسط، متضمنا تقديما لزوجة الراحل؛ سميرة عبدالعزيز، ومقدمة للأستاذ عبدالعزيز السريع، ومحاور رئيسة تناولت: شهادات، دراسات، ثم أحاديث من حياته الفنية والعروض المسرحية. أما الشهادات، فكانت 21 شهادة لشخصيات لامعة من أصدقاء محفوظ عبدالرحمن، ومنهم: إبراهيم الصلال، أسعد فضة، سعاد العبدالله، عواطف البدر، محمد الظحناني، محمد الأفخم، محمد المنصور، محمد السنعوسي. وأما الدراسات، فكانت أربع، لكل من: بول شاؤول، د. سليمان الشطي، سميرة أبوطالب، د. عبدالكريم برشيد. وتركز المحور الثالث حول أبرز العروض المسرحية لمحفوظ عبدالرحمن، وسيرة الراحل ومسيرته بشكل مفصل، إضافة إلى قسم خاص بالصور التي توثق لمراحل مختلفة من حياة الشاعر وأنشطته المسرحية. يتضمن الكتاب مشاعر صادقة إزاء الذكرى الأولى لرحيل الكاتب محفوظ عبدالرحمن، ويظهر مدى قدرة الثقافة على زرع أسمى مظاهر الأخوة بين الأصدقاء، وإن باعدت بينهم البلاد. حقيقةً، إن نظرة إلى مضمون هذا الكتاب تجعلك تقترب من محفوظ عبدالرحمن الإنسان المتواضع المبدع، وتلمس من خلال شهادات أصدقائه سمات الفضيلة التي أبقت على ذكراه عطرة في نفوس من عرفوه، وتحفزك لمشاهدة أعماله الأدبية مرة أخرى برؤية مختلفة جديدة.
مشاركة :